يرتبط الأدب دوماً بالمجتمع الذي نشأ فيه, فالكاتب لا يستطيع الانفصال عن مجتمعه بمشاكله وهمومه؛ لذا يعد الأدب مرآة المجتمع سواء كان أدباً نثرياً أو غير نثري. والمسرح الأردي من أهم أشكال الأدب النثري الذي يعبر عن المجتمع الذي نشأ فيه. وقد تطور المسرح الأردي تطوراً كبيراً في شبه القارة الهندية, منذ بدايته في منتصف القرن التاسع عشر وحتى وقتنا الحالي. ومسرحية "انقلاب كـﮯ بعد" تدور أحداثها عن شخصية رجل الدين وتأثيره في المجتمع من خلال دوره في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتتمثل فكرة البحث في دراسة شخصية رجل الدين ذي السلطة الحاكمة بجوانبها النفسية والاجتماعية, ورصد التغيرات التي تطرأ عليها من خلال أحداث المسرحية, من خلال الصراع بين الأنماط المختلفة لرجل الدين, والصراع بين السلطة الدينية الحاكمة والثوار الاشتراكيين, ومدى تأثير هذه الصراعات على المجتمع. وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الاجتماعي بشكل أساسي؛ حيث إنه أقدر المناهج على فهم النص الأدبي بشموليته واتساع مدلوله. كما يعني بدراسة تطورات المجتمعات المختلفة وتحولاتها طبقاً للبيئات والظروف والعصور. إلى جانب الاعتماد على المنهج الفني؛ من أجل إبراز مواطن الجمال في المسرحية, ودور الحبكة المسرحية والصراع في إظهار صورة رجل الدين وفكره وتطور شخصيته خلال الأحداث. وقد توصلت الدراسة إلى أهمية دور رجل الدين في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, ودوره المحوري في صناعة القرار والتأثير على عامة الناس, خاصة إذا كان في موقع السلطة الحاكمة, وأن الإصلاح الشامل لا يأتي بين ليلة وضحاها, بل يحتاج إلى سنوات من العمل الجاد والإخلاص والتضحية من أجل رفعة شأن الوطن, كما يحتاج إلى تكاتف جميع أفراد القوى السياسية, وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح والأهواء الشخصية.