انطلقت الدراسة من المؤشرات الإحصائية المحلية والاقليمية حول انتشار ظاهرة الادمان علي المخدرات والعود اليها، وكون الإدمان ظاهرة عالمية تكتسح معظم المجتمعات متسمة بالنسبية في الحجم والانواع والانتشار،من هذا المنطلق وحرصا من الدولة على حفظ ابنائها من افة المخدرات والعودة اليها، كان هناك اهتماما كبيرا بعلاج هذه الظاهرة وتمثل ذلك بمراكز إعادة التأهيل للمتعاطي وزيادة الرقابة عليه وإدخاله في برامج تأهيلية واجتماعية تحول دون عودته للمخدر، وبالرغم من ذلك فان نسبة العود للمخدر اصبحت في زيادة ملحوظة وهذا ما كشفت عنه الاحصائيات الصادرة من الجهات المختصة ومنها المركز الوطني للتأهيل في ابوظبي حيث بلغت نسبة العود في الدولة او كما يطلق عليه سابقا (الانتكاسة) 49% مقارنة بالنسبة العالمية للعود ( الانتكاسة ) والتي بلغت 65% في العام 2018م، لذلك سعى الباحث للتحقق من الدوافع الاجتماعية والاسرية المؤدية للعود للمخدر مرة اخرى عن طريق البحث في الدراسات النظرية وتصميم استبانه تم جمع بياناتها عن طريق مجموعه من الافراد المتواجدين في المؤسسات العقابية والاصلاحية التابعة لوزارة الداخلية، وكان عدد أفراد العينة 190 فرد تم اختيارهم بطريقة العينه الغرضية غير الاحتمالية.
وقد توصلت الدراسة الي عدد من الاستنتاجات أهمها: ان دوافع العود للمخدر متشابكه ومترابطه ولايمكن حصرها في دافع او دافعين، ففي الجانب الاجتماعي اوضحت الدراسة ان رفض المجتمع تزويج المدمن السابق وعدم تقبل الجيران له وفقدان الاصدقاء وغياب الالفة بين افراد المجتمع والرفض المجتمعي وغياب دور المرشد الاجتماعي في المجتمع كان له دور في العود للمخدر، اما في الجانب الاسري اوضحت الدراسة ان الخلافات بين الوالدين وبين افراد الاسرة وحياة الرفاهية والدلال الزائد تلعب دورا هاما في العود للمخدر.
وخرجت الدراسة بمجموعه من التوصيات منها : ضرورة تفعيل ودعم المؤسسات الاجتماعية والاسرية وزيادة توعية افراد المجتمع حول الظاهرة وضرورة تكاتف المجتمع المحلي والاسر في مكافحة العود لادمان المخدر.