ما الهدف من بحث" حكم اللعب بالنرد والشطرنج وما شابههما من الألعاب المعاصرة"؟       الهدف هو معرفة علة تحريم اللعب بالنرد، وهي مسألة فقهية مهمة، وتحريرها مفيد جدًا؛ لأنه ينبني عليه معرفة حكم ألعاب كثيرة قديمة-كالشطرنج-، وحديثة وجدت في عصرنا هذا لم تعرف من قبل. وقال ابن عبد البر: "والنّرْد قطعٌ ملوّنةٌ تكون منْ خشب الْبقْس ومنْ عظْم الْفيل ومنْ غيْر ذلك، وهو الّذي يعْرف بالطّبْل، ويعْرف بالْكعاب، ويعْرف أيْضًا بالْأرنّ، ويعْرف أيضا بالنردشير". واللعب بالنّرْد حرامٌ عنْد جمْهور الْفقهاء، لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ". ونقل ابن قدامة وابن تيمية إجماع العلماء على تحريم النرد إذا كان بعوض؛ لأنهم اعتبروه من الميسر، والميسر مجمع على تحريمه، لأن علتهما واحدة. والشطرنج: لعبة تلعب على رقْعة ذات أرْبعة وستّين مربعًا، وتمثل دولتين متحاربتين باثْنتيْن وثلاثين قطْعة، تمثل الْملكيْن والوزيرين والخيالة والقلاع والفيلة والجنود (هندية). وإذا كان الشطرنج بعوض أو يتضمن ترك واجب فإنه حرام بإجماع المسلمين. واختلف العلماء في الشطرنج إذا خلت من المحرمات على أقوال وذلك لعدم ورود ما ينص على تحريمه. وأن الإكثار من اللعب بالشطرنج واتخاذه عادة ونحو ذلك مكروه؛ لأنه لعب لا ينتفع به في أمر الدين ولا حاجة تدعو إليه، وربما صار وسيلة إلى الوقوع في المحرم ولكن يكون اللعب بالشطرنج مباحا إذا كان بالضوابط الشرعية ولم يخرج عنها. الألعاب قسمان: القسم الأول: ألعاب مُعِيْنة على الجهاد في سبيل الله، القسم الثاني: ألعاب لا تُعين على الجهاد، وهي ثلاثة أنواع: 1- ألعاب ورد النص بالنهي عنها، كاللعب التي يستعمل فيها حجر "النرد". 2- ألعاب مشتملة على محرّم، كالألعاب المشتملة على تماثيل أو صور لذوات الأرواح، أو تصحبها الموسيقى. 3- ألعاب غير مشتملة على محرّم، ولا تؤدي في الغالب إليه، كأكثر ما نشاهده من الألعاب مثل كرة القدم، الطائرة، تنس الطاولة، فهذه تجوز بالضوابط الشرعية كما هو موضح في أصل البحث. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.