شهد العراق بعد أحداث 2003، تحولات سياسية كبيرة على كافة الاصعدة وفي مقدمتها بناء الدولة العراقية حيث أصبح نظام الحكم وبحسب الدستور العراقي (الباب الأول، المادة الأولى) جمهوريا (نيابيا)، مما يتطلب بناء سمعة طيبة عن مجلس النواب، وتأتي هذه الدراسة للتعرٌّف على دور العلاقات العامة في مجلس النواب في بناء الصورة الذهنية لدى الجمهور العراقي، حيث يتم التعرف على الوسائل التي تستخدمها، والأهداف التي ترجو الوصول أليها والأساليب العلمية المتبعة، وكما يتم التعرف على الصورة الذهنية للجمهور العراقي عن مجلس النواب باعتبارها وسيلة تعكس الواقع للمجتمع العراقي الذي يمتاز بتنوعه القومي والديني والثقافي.
اعتمد البحث على نظرية البنائية الوظيفية وتمثلت المشكلة في عدم وضوح دور العلاقات العامة في بناء الصورة الذهنية عن مجلس النواب لدى الجمهور العراقي محل الدراسة، وقياس علاقة تأثيرها في تشكيل الصورة الذهنية الايجابية للمجلس، ومدى مطابقتها للأسس العلمية الصحيحة لمفهوم العلاقات العامة واستهدف البحث الكشف عن الأهداف التي تسعى إليها دائرة العلاقات العامة بمجلس النواب، ومدى مطابقتها للأٌسس العلمية والتعٌّرف على المهام والأساليب المتبعة التي يقوم بها العاملون في العلاقات العامة بمجلس النواب بهدف تشكيل صورة إيجابية عنه وتقييم الجهود الاتصالية، والإعلامية التي تستخدمها العلاقات العامة بمجلس النواب، للوصول إلى الجمهور المستهدف وتستهدف الدراسة نوعان من العينات هم عينة القائم بالاتصال (العاملين في العلاقات العامة بمجلس النواب) وعينة من الجمهور الخارجي حيث أختار الباحث 500 مبحوثاً من مدينتي بغداد واربيل وتم جمع بيانات الدراسة عن طريق استمارة الاستبيان وتم عرض استمارة الاستقصاء قبل تطبيقها على عدد من المحكمين من أساتذة الإعلام ، وتم مراعاة ما أوصى به المحكمون من حيث تعديل بعض العبارات، وحذف أو إضافة بعضها. واعتمد البحث على أسلوب المقابلة الشخصية المتعمقة لجميع البيانات والمعلومات الضرورية للبحث ولقد اوضحت النتائج عدم اهتمام الدائرة الإعلامية في مجلس النواب في توظيف ملاكات متخصصة في مجال الإعلام والعلاقات العامة لممارسة نشاط العلاقات العامة في المجلس وعمل الدائرة الإعلامية يتركز في العمل الصحفي بشكل كبير من حيث تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات الخاصة بمجلس النواب ومتابعة ما ينشر من معلومات عنه في وسائل الإعلام وان الجمهور غير راض عن أداء أعضاء مجلس النواب وكان الانطباع سلبي عن المجلس.