تهدف هذه الدِّراسة إلى إلقاء الضُّوء على ميناء بندر الرّيق وتقديم نبذة شاملة عنه؛ فهو من أكثر الموانئ الخليجية المزدهرة الواقعة على السَّاحل الشَّرقي للخليج العربي، والَّذي أصبح مركزًا سياسيًّا وتجاريًّا مهمًّا في الخليج العربي.
كما بيَّنت الدِّراسة أهميَّة ميناء "بندر الرّيق"، وموقعه الجغرافي، واقتصادياته من صادرات وواردات، وتركَّز محور الدِّراسة الأساسي على الجانب السِّياسي لإمارة "بندر الرّيق" خلال القرن الثَّامن عشر الميلادي، فتناولت أمير زعاب الأوَّل الأمير حمد الزّعابي وتطرقت لبعض مآثره، والَّذي حدث عقب وفاته عدَّة اضطرابات في الإمارة؛ وذلك بسبب التَّنافس على إمارة "بندر الرّيق"، لكنَّ وصول الأمير القائد ناصر بن حمد الزّعابي لإمارة "بندر الرّيق" أدَّى إلى إخماد الكثير من هذه المشكلات؛ فقد كان رجلًا حكيمًا استطاع أن يجمع الناس حوله، كما استطاع مجابهة القوى العظمى الَّتي كانت تطمع في إمارته كفارس وبريطانيا وهولندا، ولكن ذلك لم يدم طويلًا.
وقد تعمَّقت الدِّراسة في ذكر الأمير مهنا بن ناصر الزّعابي الأمير العربي الَّذي استطاع أن يجعل القوى الأجنبية في ذلك الوقت تقف له خوفًا ومهابةً، فهو يعدُّ الأبرز من بين أمراء بندر الرّيق؛ فقد حافظ بل رسَّخ عروبة المنطقة، وأوقف استغلال ثرواتها، ثمَّ اختتمت الدِّراسة بذكر كيفية القضاء على الأمير مهنا بن ناصر الزّعابي، والَّذي كان ضحيَّة لاجتماع القوى ضده؛ ذلك أنَّ القوى الأجنبية جميعها: فارس وبريطانيون وهولنديون، بل وعثمانيون كذلك اجتمعوا واتفقوا على القضاء عليه وعلى إمارته العربيَّة ومن ثمَّ ضمِّها لفارس.
وقد اتَّبعت الدِّراسة المنهج "التَّاريخي الوصفي"، وتمثَّلت أهم النَّتائج في:
أنَّ "بندر الرّيق" أرض عربية منذ القدم، وأنَّ قبيلة "سليم بن منصور" متمثِّلة في قبيلة "زعب" حافظت على عروبة المنطقة لعقود من الزَّمن قبل احتلالها بتخطيط من القوى الأجنبية ومساندة فارس آنذاك، كما توصَّلت الدِّراسة إلى نتائج أخرى ستعرض لاحقًا، وقدَّمت بعض التَّوصيات.