اهتم الباحثون بدراسة تاريخ الأندلس لاسيما التدوين التاريخي في مملکة غرناطة منذ نشأتها سنة 635هـ /1237م حتى سقوطها سنة 897هـ/1492م, وتعد سنة 635هـ نقطة تحول في تاريخ مدينة غرناطة ، بعد أن وصل إليها محمد بن يوسف بن نصر و أرسل أهلها بيعتهم إليه، وتسمى بالسلطان ابن الأحمر وباشر ببناء مملکة غرناطة ، وشهدت نمواً وازدهاراً وکثافة في السکان نتيجة للهجرة المکثفة لمسلمي الأندلس ، فضلاً عن رعاية السلطان ابن الأحمر للعلماء والفقهاء والشعراء فکان يقربهم إليه ،وهکذا سار على منواله سلاطين بني نصر في استقطاب المفکرين والعلماء ،وإسناد المناصب العلمية أو الإدارية إليهم في المملکة الغرناطية.
ثم کان لهذه النهضة أثرها في إنشاء المدراس وتوسيع المساجد وظهور المؤلفات في شتي الميادين العلمية ، مما ساعد على ازدهار حرکة التدوين التاريخي في تلک المملکة .
وفيما يتعلق بمحتويات هذه الدراسة فتشتمل على مقدمة وتمهيد وستة فصول وخاتمة.
تناول الفصل التمهيدي علم التاريخ وتطوره بالأندلس قبل عصر بني نصر بغرناطة.
وتناول الفصل الأول: حسب أجناس الکتابة التاريخية في عصر بني نصر، والذين تم ترتيبهم حسب أجناس الکتابة التاريخية من حيث السيرة النبوية والتاريخ العام وتاريخ الدول والملوک والتواريخ المحلية والأنساب والتراجم.
وعالج الفصل الثاني: أجناس الکتابة التاريخية في عصر بني نصر والتي تنوعت تنوعا کبيرا لتشمل التاريخ العالمي وتاريخ الدول والملوک، والتاريخ المحلي (تاريخ المدن)، والأنساب والتراجم، ومعاجم الشيوخ، وغيرها.
وتناول الفصل الثالث: الموارد التاريخية لمؤرخي عصر بني نصر، حيث رکز على ست نقاط ، هي المشاهدة والمعاصرة، والروايات الشفهية، والوثائق، ومؤلفات المشارقة والمغاربة، والأسئلة والمکاتبة، والکتابات الأثرية والنقوش.
وتناول الفصل الرابع: مناهج الکتابة التاريخية عند مؤرخي عصر بني نصر، حيث اهتم بتقنيات البحث العلمي المتمثلة في اللغة والأسلوب، وطرق النقل، والنقد التاريخي وأنواعه.
وتناول الفصل الخامس: الرؤية التاريخية عند مؤرخي عصر بني نصر.
وتناول الفصل السادس: المقاصد والغايات عند مؤرخي عصر بني نصر.