الموضوع: تتناول هذه الدراسة مسرح العبث والإشكاليات التي تحيط به على مستوى التوصيف والمعنى، لغوياً واصطلاحياً، كما تستعرض الدراسة الاختلاف في الآراء بين النقاد والمنظرين والمترجمين أيضاً، وذلك من خلال عرض الرأي والرأي الآخر. وفي إطار مُجاور، تناقش الدراسة التقاطعات بين ظروف نشأة مسرح العبث والظروف الآنية، التي عززت من ارتباطه بواقعنا المعاش. من جانب آخر يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على ثيمة الانتظار باعتبارها فعلاً يتكرر في كثير من مسرحيات العبث، متخذة من بعض النماذج المسرحية الغربية والعربية مادة للتطبيق. فعلى مستوى أدوات جميع البيانات: اعتمدت الباحثة أربعة نصوص مسرحية، لكل من: يوجين يونسكو، صمويل بيكيت، هارولد بنتر، وعبدالأمير شمخي. وأما على مستوى أدوات التحليل، فقد اعتمدت الباحثة منهج تحليل الخطاب، في قراءتها للنصوص.
وقد خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج الخاصة بمصطلح العبث وترجمته العربية. كما توصلت الدراسة للعديد من التقاطعات بين ظروف نشأة مسرح العبث والظروف الآنية في الألفية الثالثة، على المستوى السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي، التي شكلتها الكوارث المتمثلة في الحروب والأوبئة من جهة، والعزلة الاجتماعية التي تصنعها وسائل التواصل الاجتماعي من جهة أخرى، مما يجعل من مسرح العبث مرتبطاً بواقعنا المعاش، وإحدى الصيغ التي يستخدمها المبدع للتعبير عن معاناته. وأخيراً، ناقشت الدراسة ثيمة الانتظار، وقد توصلت إلى أنه رغم اختلاف معطياته في النماذج المسرحية المستخدمة في البحث، إلا أنه أحد العوامل التي تدفع الشخصية للاستمرار، باختلاف دوافعها.