تهدف هذه الدراسة إلى إبراز دور عائلة الدرويش آل فخرو القطرية،باعتبارها من النخب المتميزة خليجيا في تحقيق مبادئ القومية الاقتصادية الخاصة باقتصاد صناعة النفط في قطر، وعلاقتها بالشركات النفطية متعددة الجنسيات، والمكاسب التي جنتها هذه النخب من سياسة القومية الاقتصادية.
وحددت الدراسة نقطة البداية الرمزية بعام 1935، وهو العام الذي شهد توقيع امتياز النفط القطري مع الشركة الأنجلو – فارسية، وتوقفت الدراسة عند عام 1972، وهي السنة التي تم فيها تقسيم الأصول التجارية لشركة العائلة بين أعضاء الدرويش، ولقد اعتمدت هذه الدراسة بشكل رئيس على أوراق عائلة الدرويش والمعلومات الخاصة بهذه العائلة التي تم نشرها في كتاب صفحات مضيئة من حياة الوجيه الشيخ قاسم بن درويش فخرو (1319 هـ - 1413 هـ)، الذي تم نشره من قبل مركز برزان القطري عام 2013،بالإضافة لبعض وثائق شركة بترول قطر التابعة لشركة الأنجلو– فارسية، والموجودة حاليًا في الأرشيف البريطاني في لندن، كما استعانت الباحثة ببعض المراجع العربية المتنوعة المتصلة بموضوع الدراسة، وبالاستناد إلى رؤية ومبادئ عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو، وماكلين إم، وهارفي سي الخاصة بدراسة هياكل النخب وعلاقتها بالسلطة والتكاثر لديها وممارساتها، تم عرض المعلومات في نسق وصفي تحليلي نقدي؛ لتوضيح كيف تمكنت عائلة الدرويش من السيطرة علىالقوة السياسية والاجتماعية والثقافية في قطر بين الخمسينيات والسبعينيات، ولتوضيح دور هذه النخبة في تحقيق مبادئ القومية الاقتصادية فيما يتعلق باقتصاد صناعة النفط في قطر، وعلاقتها بالشركات النفطية متعددة الجنسيات، والمكاسب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي جنتها هذه النخب من سياسة القومية الاقتصادية، وتؤكد الدراسة في خاتمتها أن القومية الاقتصادية كانت مفيدة لعائلة الدرويش باعتبارها من النخب الاقتصادية بقدر ما كانت مفيدة أيضا للنخبة السياسية ولتنمية دولة قطر، كما كانت مفيدة للشركة متعددة الجنسيات (أي الشركة الأنجلو– فارسية الممثلة بشركة بترول قطر).