تميزت الصورة الشعرية عند شاعرنا بتألقها، وسحرها، باسطة سلطتها على نفوس متلقيها، ليس لثرائها الفني، وتعدد قراءاتها، ومحاولة تأويلها فحسب، بل لإنها تجاوزت ذات مبدِعها لتحلق في فضاءٍ إنساني واسعٍ وجد فيه ما يستجيب لأفق انتظاره، ويحرك فكره، ويغريه بالتأمل، والتدبر، والتساؤل الطامح الى بلوغ دلالاتها ومقاصدها، إذ إنه لم يصغها لتزين نصه الشعري، بل حملها طاقات تأثير وإقناع  من جهة  كونها افضل أداة  للتعبير عن شخصيته ورؤاها استطاع بها خلق حالة من الإذعان، والانقياد من جهة ثانية الذي يؤدي الى الاقتناع العامل المهم في عملية التوجيه.  حاول البحث رصد قدرة الشاعر في توظيف القوة الإقناعية داخل النسيج الصوري المتشكل من رؤيا الصراع الوجودي الضدي مع الحياة والذي أظهرته تلك الانساق المتصارعة المتمايزة مابين نسق الضعف واستلاب الحرية،ونسق القوة وتأكيد الذات ومابين الصراعين كانت فاعلية الخيال عاملة بشكلٍ مكثفٍ في رسم صورٍ لها قابلية  التأثير والتوجيه المطلوب والفاعل الاساس في عملية التصوير . والبحث الايبستمولوجي القائم على استيعاب المحتويات العقلية للتجربة الشعرية الرابط الاساس بين التمثلات الحسية والذهنية  رسم الاساس، وخارطة التتبع المعرفي للصورة العقلية المبنية على التأثير،والاقناع،والتوجيه  في تجربة المثقب المكتنزة التي  ميزت نصوصه بالثراء والقدرة على التميز،فضلا عن كفاءته في المعرفة المنظمة  التي تمنح القدرة على التحليل والتفسير بطريقة منهجية تستند الى مقدرة نقدية في كشف فعالية الخيال في رسم صور لها طابعها التوجيهي.