إنَّ الشعر هو قيثارة الوجود، فقد فضا ، حتى اقتدر على أن يكون ترجمان الأنا الشاعرة، التي فطن لها النقد الأدبي في درسه الحديث، لتتنوَّع المشروعات الأكاديمية في المتون الأدبية الإبداعية بحثاً عن تجلياتها . قارب هذا البحث شعر البهاء زهير (ت 656هـ) أحد شعراء العصر العباسي الثاني، بتحليل يوافق ظاهر الأنا واستيضاح صورها، بحكم المحفِّز المنتج (الآخر)، وإن لم يبرز بتشكّلات تتسم بالانفرادية، لكنَّه تمكّن من توجيهها الوجهة التي بها تختار تمظهرها. من خلال النص الشعري في ديوان البهاء زهير تقرّ مستويات الخطاب بهذا التكوين التصوّراتي، التمظهر الأنوي وبواعث الانشطار بين القوة والاستلاب، وإن كان صوت الأنا المتعالية هو الأكثر بالانعكاسات الدلالية من صوت الأنا الواهنة، على الرغم من التمظهر بتماثل موضوعي، إذ ساد الغزل والزمن، فكانا ميدانين تجول فيهما الأنا بأبعادها المختلفة.