يسعى هذا البحث إلى الوقوف على طبيعة العلاقة التي جمعت بين الکتابة والذکريات, وهذه الذکريات قد منحت مسرحية (اجراس وقطارات) للاديب يهودا عميحاي عمرا جديدا, اخرجتها من قالب لآخر, واعادت رسمها وإنتاجها عبر الکلمات والتخييل, وبما أنها تکون مفاتيح درامية مهمة, فإنها منحت الکاتب القدرة على المناورة. وتجسد هذه المسرحية جزءا من معاناة الکاتب وجزءا هاما من حياته, حيث تمثل رحلة في ذکريات الماضي التي حاول من خلالها الکاتب سرد أحداث عاشها وعرفها من اصدقائه واقربائه, وهي احداث النازي وانعکاساتها على نفسية اليهود. فهذه المسرحية بمثابة رحلة تحمل في طياتها الکثير من مشاعر الحزن والقلق والتمزق, کما اتسمت بالشکوى المرة الموجعة التي جعلتها تعيش في ذکريات اليمة. وقد حاولت هذه الدراسة تتبع معاناة الشخصية الرئيسية وباقي الشخصيات من حالات اغترابية, وانعکاسها على الحالة النفسية والشعورية للذات التي جسدها الکاتب تجسيدا فنيا متميزا کشف بوضوح عن طبيعة العلاقة بين عالم الواقع وعالم الذکريات لدى الشخصيات, وعما تتسم به من تعارض وتناقض وشعور بالإحباط والضياع والاغتراب.