يتناول البحث الوضع الصحي في محافظة سوهاج، بهدف الکشف عن ملامح هذا الوضع؛ للوقوف علي مؤشرات الوضع الصحي في محافظة سوهاج، ومدي توافر الخدمات الصحية في محافظة سوهاج مقارنة بنظيرها علي مستوي الجمهورية، والتعرف علي متوسط نصيب الفرد من الخدمات الصحة في محافظة سوهاج مقارنة بعدد السکان علي مستوي الجمهورية. وکذلک للتعرف علي الحالة الصحية لمحافظة سوهاج؛ وذلک لتمکين المسئولين من وضع خطط مستقبلية للتصدي لظاهرة سوء التوزيع في المستقبل. وقد أعتمدت الدراسة علي المنهج الوصفي التحليلي في مراجعة الأدبيات ذات الصلة بموضوع الدراسة والمتاحة بالجامعات والمراکز البحثية المتخصصة، وکذلک التقارير المحلية والدولية، والإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والاحصاء، ووزارة الصحة والسکان لرصد واقع الوضع الصحي في مصر والعالم. کما أعتمدت الدراسة علي المنهج المقارن لمقارنة الوضع الصحي بمحافظة سوهاج بالوضع الصحي العام للدولة. توصل البحث إلى مجموعة من النتائج، تتلخص في أن نصيب المواطنين في محافظة سوهاج من الخدمات الصحية والقوة البشرية العاملة في مجال الصحة لا يتناسب مع أقرانهم علي مستوي الجمهورية، وبالتالي فهي تعاني من نقص في عدد المنشآت الصحية والقوة البشرية العاملة في مجال الصحة، التي يترتب علي نقصها تکدس الأقبال علي تلک المنشآت الصحية لتلقي الخدمة والرعاية، وانتشار الأمراض، وعدم المساوة. وأن الحالة الصحية لسکان محافظة سوهاج تشير إلي ارتفاع عدد المرضى مقارنةً بنسبة عدد المرضى علي مستوى الجمهورية، بينما تتمتع محافظة سوهاج بزيادة معدل الخصوبة الذي ينتج عنه زيادة في معدل المواليد وقلة في عدد وفيات الأطفال والرضع، وبالتالي معدل الزيادة الطبيعية في عدد السکان. ونظراً للتفاوت في نسبة الخدمات، وإنخفاض نسبة الإنفاق العام علي الصحة، توصي الدراسة بضرورة زيادة الموازنة المالية لوزارة الصحة، وذلک للتوسع في تقديم الخدمات الطبية في کافة أرجاء الجمهورية، وإعادة توزيع القوي العاملة في المجال الصحي علي المحافظة؛ بما يحقق عدالة توزيع هذه الخدمات علي مختلف المناطق الجغرافية بالجمهورية من خلال: إنشاء المزيد من المستشفيات، وتعيين المزيد من الأطباء والهيئة المعاونة، وحث وزارة الصحة لتوجيه التقنيات إلى المحافظات الأکثر حاجة حسب حجمها السکاني.