تعد ألية التمثيل ابداعاً متنامياً في حد ذاته اذ يقوم الممثل بتکييف ثقافته الحياتية والفنية ومدرکاته المعرفية ولاستفادة من تلک الخبرات في تحقيق خلق شخصية فنية تنتمي لخشبة المسرح عبر ادواته الفنية الصوتية والجسدية والفکرية، تتفاعل هذه الشخصية مع ذات الممثل والشخصيات المسرحية الاخرى بالتالي ينمو الفعل الجدلي تصاعدياً الى الامام ضمن اشتراطات علاقة الشخصيات مع بعضها البعض، الا ان في المسرح الملحمي تختلف تلک النظرية نوعاً ما اذ يدخل المتلقي طرفاً فاعلاً في تحقيق سير وتقدم المسرحية ويکون فيها مشارکاً فاعلاً ايجابياً عکس ما کان عليه في المسرح الارسطي الذي يکون فيه مخدراً غائباً دون مشارکة، ومن اجل ذلک اصبح على الممثل ان يتخذ اساليب ووسائل في المسرح الملحمي مغايره عما کانت عليه في المسرح الارسطي يضفي على الممثل والمتلقي طابع المشارکة الفاعلة في العرض،لذا تضمن البحث مبحثين، الاولمفهوم الجدلية والذي تناول فيه الباحث اهم اراء الفلاسفة عن مفهوم الجدلية، والمبحث الثاني هو مبادئ الاساسية للمسرح الملحمي اذ تطرق الباحث على اهم ميزات وسمات هذا الاتجاه وکيفية تعامل الممثل مع الجمهور بطريقة تحفزه فکرياً ومعرفياً بالتالي فقد خرج الباحث بمجموعة من المؤشرات ، ثم اجراءات البحث – مجتمع البحث وعينته القصدية وتحليلها کونها تحمل صفات المسرح الملحمي، ثم النتائج ومناقشتها، والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات، واخيراً قائمة المصادر.