في عالم يتسم "بالعولمة" ويتقدم بأقصى سرعة ويتصف بتعددية التخصصات، لا جدوى من رسم حدود فاصلة للنشاطات الإنسانية. يتنافس المتخصصون في كل المجالات ويسعون حثيثًا للتجديد، بيد أن الأفكار الأكثر ابتكارًا تنبع من التاريخ. وانطلاقًا من هذه الفكرة فإن اللجوء للصورة يعد مصدر قوة في كل زمان. فالصورة احتلت دائمًا الصدارة بقدرتها على التواصل التي تتفوق على الكلمات وبالآفاق التي تفتحها للخيال. وهكذا تتغلب الصورة على الكلمات من واقع أنها تكثف الأفكار دون شائبة وتنقل الرسائل بسرعة فائقة دون المساس بالمعنى وتخاطب ببساطتها كل الطبقات من مختلف الثقافات دون تمييز. إن الصورة تساوي ألف كلمة كما قال كونفوشيوس، فكم من مرة وفرت الصورة الوقت والجهد ونقلت الرسالة بكفاءة؟ وكما تؤكد مارتين جولي، سبقت الصور الكلمات وحاليًا مهدت التكنولوجيا الحديثة الطريق وفتحت الباب على مصراعيه لوسائل الإتصال في كل المجالات. إنه العصر الرقمي الذي يشجع استخدام الصورة. وبالتالي ووفقًا لفرديناند دي سوسير " اللغة ليست منظومة الإشارات الوحيدة التي تعبر عن الأفكار." وبلا شك إن تحليل الصورة هي وسيلة ترفيه للذكي ومن الجدير بالذكر أن الربط بين الترفيه والذكاء يُذكر بأن تفسير الصورة ليس نشاطًا تلقائيًا يمكن ممارسته بلا جهد. فكلما كان المتلقي واعيًا وذو دراية بالسياق كلما ارتفعت القيمة الفنية والتواصلية للصورة. ولكن ماذا بشأن الجانب الآخر لهذه الوسيلة خاصة في ظل العصر الرقمي؟