يشير تعريف الوجودية إلى أکثر من مفهوم للوجودية وينطبق هذا على شعراء ما وراء الطبيعة أيضا. اکتسب شعر ما وراء الطبيعة خلال عصور النقد الأدبي مفاهيما متعددة ومختلفة تتضمن کلا من المفاهيم السلبية و الإيجابية معا. و لهذا يمکن الزعم بأن شعر ما وراء الطبيعة محيرا کما هو حال الوجودية ليس فقط بسبب آراء النقاد الذبن أثروا فى تعريف شعر ما وراء الطبيعة سواءا بالسلب أو بالإيجاب من أمثال درايدن أو جونسون أو تى اس إليوت ، وإنما ربط هذا النوع من الشعر خاصة بکلمة " ما وراء الطبيعة" أدى إلى زيادة غموض هذا النوع من الشعر وصعوبة تعريفه أو وصفه بلغة واضحة مميزة. يعتبر شعر ما وراء الطبيعة حالة فريدة من المتناقضات وساحة لکثير من الأسئلة الأخلاقية و الوجودية و الدينية والإجتماعية أيضا. قد تکشف قراءة شعر ما وراء الطبيعة من خلال منظور أو عدسة الوجودية روابط خفية بين شعر ما وراء الطبيعة والوجودية حتى أنها تظهر الفکرتين فى ضوء معرفي جديد. هذه المقالة قراءة متعمقة لقصيدة جون دون" کلمات فى النهى عن الحداد" و قصيدة أندرو  " إلى حبيبته الخجولة". يعکس کل شاعر منهما باعتباره علما من أعلام شعر ما وراء الطبيعة مفهومه الخاص لهذا الشعر و الذى قد يبدو للوهلة الأولى مختلفا عن صاحبه تماما ، و مع ذلک فإن هذه المقالة ترکز على دراسة الذات أو الذوات فى القصيدتين المذکورتين من منظور الوجودية. تطرح الى مقالة قضايا عن الذات فى الرؤى المختلفة للفلسفة الوجودية ونقاط التقاطع بين من الذات أو الذوات  فى کل من الفلسفة الوجودية وشعر ما وراء الطبيعة وکيف يمکن للکشف عن الذات فى القصيدتين ان يؤدى إلى إعادة تعريف مفهوم الذات من منظور ما وراء الطبيعة ومن منظور الفلفسة الوجودية.