إن الهدف الاساس من بحثي الموسوم ((الإرادة عند بول غوستاف ريکور)) هو بيان مفهوم الإرادة في الفکر الفلسفي المعاصر وبالتحديد مع الفيلسوف بول غوستاف ريکور، إذ امتازت الحرية لديه بارتباطها بالوعي والإرادة، وکما هو معروف لا يمکن لأي مجتمع أو فکرة ما أن تستمر الا بوجود حدق والتزام، يحفها ويحيطها بالرعاية والاهتمام والا کانت حبيسة المجردات التي لا صلة لها بالواقع، فالفکر کالنهر أن لم يجد سبيلاً يسلک آخر، کذلک الفکرة أن لم تحتضن هنا، بحثت عمن يخلص لها هناک، فيتسنى لها أن تشع بتأثيرها وألقها، فتصبح إرهاصا يتحول بعد أمد لواقع ثم إلى تاريخ، هذا هو معنى الوعي بشکل مختصر. ومع ريکور کان لمفهوم الإرادة معنى خاص يتمثل بمقاربته من معنى الشر عن طريق تأويل رموز أولية کالخطيئة والدنس والذنب. کذلک سنجد هناک أفکار أخرى قد أستعملها ريکور لتحليل مفهوم الإرادة، منها فکرة المنظور العاطفي هذه الفکرة التي تضم بداخلها معنى الانحصار والانغلاق وعلاقتها بمحدودية الإرادة، فضلاً عن فکرة الرغبة وتأثيرها على مفهوم الإرادة، وايضاً نجد من المفاهيم الأخرى التي أستعان بها ريکور لتحليل فکرة الإرادة مفهوم اللاعصمة و تأويله لرمزية الإرادة السيئة عند الإنسان وهذا المفهوم هو الذي يسمح بظهور الشر بوصفه تکوين هش. کذلک الکثير من المفاهيم والأفکار التي منها المسؤولية الأخلاقية المترتبة على الفعل الإنساني والوعي بالحرية والتي تمثل بمجملها المنظومة الأخلاقية التي يجب على الفرد الالتزام بها.