هذا البحث يتناول حرية الاعتقاد بين النصوص الإسلامية والدساتير الدولية، ولما كان هذا الموضوع من أهم الموضوعات التي شغلت أذهان الناس منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، فإني رأيت أن يكون بحثي في هذا الموضوع، وهو حرية الاعتقاد التي أباحت للإنسان أن يعتنق ما يشاء من العقائد، ويختلف مفهوم حرية الاعتقاد في الإسلام عن المفهوم الغربي، فحرية الاعتقاد في النصوص الإسلامية تعني عدم إكراه غير المسلم سواء أكان (يهوديًا أم نصرانيًا أم غير ذلك) على الدخول في الإسلام، وإذا انتقلنا إلى حرية العقيدة في المفهوم الغربي فهي مسألة شخصية الحق فيها نسبي ولا دخل للدولة فيها فليعتنق كل فرد ما يشاء من العقائد دون محاسبة أو مساءلة بشرط عدم الإضرار بنظام الدولة أو حريات الآخرين، وقد قام الغرب بنشر هذا المفهوم بل وفرضه على العالم بالترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، بل أصبح منصوصًا عليه في كثير من دساتير العالم الإسلامي، وصار له دعاة يدعون إليه، وإذ نظرنا إلى دول الغرب التي نشرت هذا المفهوم نجد منتهى التناقض، فقد نصت الكثير من الدول في دساتيرها على فرض دين معين بل فرض مذهب معين. وهذا ما سنوضحه من خلال ثنايا هذا البحث إن شاء الله. أما عن منهج الدراسة، فقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي القائم على جمع المعلومات وتحليلها ومطابقتها مع الواقع والرد عليها إن أمكن، كما اعتمدت على مجموعة من المصادر والمراجع بعضها ذا فائدة كبيرة لا يمكن الاستغناء عنها، وبعضها ذا فائدة ثانوية، كما اعتمدت على موسوعة دساتير العالم المنشور على جوجل، و تهدف الدراسة إلى بيان مفهوم حرية الاعتقاد بين النصوص الإسلامية والدساتير الدولية و بيان ظاهرة التنصيص على الدين في معظم دساتير دول العالم، وتشمل خطة الدراسة: ثلاثة محاور: المحور الأول: ويشتمل على: ـ بيان مفهوم الحرية والعقيدة. ـ بيان مفهوم حرية الاعتقاد في النصوص الإسلامية. المحور الثاني: ويشتمل على: ـ بيان حرية الاعتقاد في المفهوم الغربي والدساتير الدولية. ـ التنصيص على الدين في دساتير العالم. ويشمل المحور الثالث: : نتائج الدراسة ومنها ما يأتي: ـ الإسلام دين شامل متكامل ينظم كل شئون الحياة فينظم علاقة العبد بربه، وينظم علاقة أفراد المجتمع الواحد على سائر اختلاف دينهم وألوانهم. ـ عرف الإسلام حرية الاعتقاد منذ أن نزل الوحي على النبي ـ r ـ. ـ وضع الإسلام ضوابط  لممارسة حرية الاعتقاد  للمسلمين ولغير المسلمين.