إن النظر والاستدلال مبحث من مباحث علم الکلام المهمة, إن لم تکن الأهم على الإطلاق بل هي الوسيلة الأصيلة التي من خلالها يمکن الوصول إلى الحق وهو عبادة الله وحده لا شريک له مع الاستعانة بما أنزل الله سبحانه وتعالى على رسله من کتب سماوية تنير الذهن فتنفتق منه الأفکار النيرة والاستدلالات المنطقية الوضاءة فترشد العقل السليم إلى الصراط المستقيم, ولقد أشار سبحانه إلى أهمية النظر والاستدلال في کثير من الآيات منها قوله ﭨ ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﭼ [i], و ﭧ ﭨ ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﭼ[ii].
وهذا ما دفعني لکتابة هذا البحث فتطرقتُ من خلاله هذا إلى النظر والاستدلال عند النبي إبراهيم uلما رأيته من التألق الفکري الذي امتلکه النبي إبراهيم u والذي أشار إليه القرآن الکريم ببداعة في الأسلوب وروعة في التعبير. ولقد قسمت بحثي هذا إلى مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة تناولت في المبحث الأول النظر لغةً واصطلاحاً, أما المبحث الثاني فقد تطرقت فيه إلى النظر والاستدلال لدى النبي إبراهيم u في کيفية إحياء الموتى, وفي المبحث الثالث فقد أشرت فيه إلى النظر والاستدلال للنبي إبراهيم u مع الملک النمرود, أما المبحث الرابع فقد بينت فيه النظر والاستدلال الکوني عند إبراهيم (u), وأخيراً عرجت إلى المبحث الخامس الذي ذکرت فيه استعمال إبراهيم (u) النظر والاستدلال لبيان ضلال قومه في عبادتهم للأصنام.
[i] ) سورة يونس: الآية: ١٠١.
[ii] ) سورة العنکبوت: الآية: ٢٠.