يهدف البحث الذي بين يديک إلى بيان دور الحديث النبوي في تثبيت الرواسخ الوطنية التي تظهر من خلال حديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؛ والذي بدوره يکون النواة الأولى في مواجهة التحديات والتطرف التي تم نبذها في ديننا الحنيف، کيف لا ونحن نجد خلافه في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- کالوسطية والتعاون والتواد وعدم کثرة السؤال فيما لا خير فيه، والبعد عن الغلو والتطرف والإرهاب وغيره.  ونجد في السنة النبوية أوضح بيان في ذکر أهم الملامح والدعائم التي تنطلق من خلالها المؤسسات الدينية لترسيخها في أذهان أجيال المستقبل الأمر الذي بدوره يصبغ هذه العقول بالصبغة الإسلامية الآخذة بالتوسط في کل شيء والتمسک بالوحدة الوطنية، فتتکون لنا شخصيات إسلامية لديها الانسجام والتکامل في مقوماتها الدينية والعقلية والاجتماعية والتربوية. وقد کانت منهجية الدراسة في هذا البحث على نوعين من المناهج: أولهما المنهج الجمعي القائم على بيان النصوص النبوية التي تمّ جمعها وانتقاؤها من بعض مصادر السُنة النبوية. وثانيهما المنهج التحليلي الاستنباطي: المتمثل بدراسة نصوص الأحاديث النبوية -الواردة بخصوص الأحاديث النبوية ودورها في ترسيخ الهوية الوطنية من خلال ما رسمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله وتقريراته.