يعد عهد لويس الرابع عشر الاطول في التاريخ الفرنسي ويمثل العصر الذهبي لسلالة آل بوربون اصبحت فيه فرنسا أکبر وابهى دولة اوروبية، ومع انتزاع فرنسا لمکانة اسبانيا في قيادة الشؤون السياسية فقد تفوقت على ايطاليا في الشؤون الفنية والثقافية .
احتلت فرنسا طوال عهد لويس الرابع عشر المکانة الاولى بين الدول الاوروبية وکانت اقوى مملکة ومرکزا للسياسة العامة، وحين کان يذکر خارجها اسم ( الملک ) فأن ذلک کان يعني ملک فرنسا لا غيره . وتعود اهمية دراسة عصر لويس الرابع عشر الى ما افرزته تلک الحقبة الزمنية من احداث سياسية وعسکرية وعلمية وثقافية انعکست نتائجها بشکل مباشر على المسيرة التاريخية لشعوب العالم باسره.
وتميزت السياسة الخارجية للويس الرابع عشر في الحروب التي خاضها،والتي کان الغرض منها تحقيق مجد فرنسا وعظمتها والوصول الى الحدود الطبيعية لفرنسا بأستعادة الاراضي التي انسلخت عن فرنسا ضمن هذه الحدود .وبالرغم من ان مطامع لويس الرابع عشر کانت متشعبة ولم تقتصر على اوروبا وحدها، الا انه اراد السيطرة عليها قبل کل شيء، فوجه نظره الى توسيع نطاق ملکه فيها لاسيما وانه لم يکن بين ملوک اوروبا من يقدر على مناهضة فرنسا منفردا،فلم يکن امامه مانع يعوقه عن خوض غمار الحرب. کما کان لويس الرابع عشر يسعى في سياسته الخارجية الى تحقيق التفوق على أسرة هابسبرک في النمسا وأسبانيا وضم الاراضي المنخفضة لفرنسا. والقضاء على الامبراطورية الهولندية في العالم الخارجي لأوروبا لصالح فرنسا.
وأذ کان لويس الرابع عشر يعتمد الدبلوماسية والمفاوضات احيانا، والتهديد والرشوة بالاستيلاء على البلدان وضمها احيانا اخرى، الا ان الحرب بقيت الوسيلة المفضلة للحصول على المکاسب الاقليمية وقد اغرق اوروبا بسلسلة طويلة من الحروب کان هدفها الأول التوسع الاقليمي وتحقيق عظمة فرنسا . ولاجل هذه الغاية خاض لويس الرابع عشر سلسلة من الحروب بين عامي 1667-1713 وهي اربعة حروب کبيرة :-
حرب الوراثة في الأراضي المنخفضة الاسبانية (1667- 1668 )، والحرب الهولندية (1672-1678)، وحرب عصبة اوکسبرک (1689-1697 )، وحرب الوراثة الاسبانية (1702-1713 ) .