يتضح لنا من هذه الدراسة أن الرحلات الأجنبية في شبه الجزيرة العربية بأنواعها تحقق أهداف کثيرة منها معرفة المعلومات التاريخية والجغرافية والبشرية للمناطق التي يتم زيارتها . ومن هذه الرحلات على سبيل المثال رحلة لويس بيلي ( Lewis Pelly ) المقيم السياسي البريطاني في منطقة الخليج العربي في مدينة بو شهر ، ولقد بدأت هذه الرحلة من مدينة الکويت إلى مدينة الرياض ثم الهفوف بإقليم الأحساء والذي کتب تقريراً شاملاً ومهماً عن هذه الرحلة . ومنذ بداية الرحلة في فبراير ـ مارس 1865م ، أخذ يدون کل الملاحظات التي يشاهدها في طريقة في هذه الرحلة فقد أعطى وصفاً دقيقاً عن التضاريس التي مر بها بالإضافة  إلى وصف المدن التي مر بها وصفاً دقيقاً وسجل أسماء القبائل التي تعامل مع افرادها في رحلته . ويبدو لنا أن رحلة لويس بيلي ( Pelly ) قد حققت تعاون سياسي و عسکري واقتصادي وأمني بين الحکومة البريطانية بالهند والدولة السعودية الثانية ( 1824 ـ 1891 م ) ، فقد عقد لويس بيلي ( Pelly ) ثلاث اجتماعات رسمية عند وصوله إلى مدينة الرياض بتاريخ 5 مارس 1865م ، مع الإمام فيصل بن ترکي آل سعود حاکم الدولة السعودية الثانية ( 1834 ـ 1865 م ) وناقش کثير من الأمور التي تهمهما. وهکذا نرى أن تقرير لويس بيلي ( Pelly ) عن رحلته يعتبر مصدر تاريخي مهم لشبه الجزيرة العربية .