اتّبعت بريطانيا منذ وصولها إلى منطقة المشرق العربي، وتمکّنها من احتلال بلدانها والسيطرة عليها، سياسة "فرق تسد"، لکن تلک السياسة تغيّرت خلال الحرب العالمية الثانية، على الرغم من ازدياد أهمية المشرق العربي، فقد أصبحت السياسة البريطانية تدعم وتبارک قيام وحدة عربية، لکن ليست وحدة مطلقة، بل على شکل نموذج وحدويّ يخدم سياستها في المنطقة. عندما اتبعت السياسة البريطانية سياسة "فرق تسد" کان الخطر الحقيقي الذي يهدد مصالحها ووجودها في المشرق العربي يکمن في العرب أنفسهم أکثر من خطورة منافسة دولة أوروبية لها، لکنها قرّرت تشجيع العرب على الوحدة عندما أصبح الخطر الحقيقي کامنًا في دول أخرى منافسة لها، على رأسها ألمانيا أکثر من شعورها بخطورة العرب؛ لذا دعمت الوحدة العربية والتي ظهرت لنا تحت اسم جامعة الدول العربية.