تُعَدُّ الأحاجي والأَلغاز النحوية من أَقدم الأَشَکال الأَدبية التي عرفها الإنسان وهي رياضة ذهنية تستفز الفکر بما تتضمنه من مفاجآت ومسائل ظاهرها عجيب محير خارج عما أُصِّل من القواعد ومخالف لها، تجعل المتلقي يفکر في حلها فإِذا توصل إلى المعنى الخفي زال الإِشکال وبطل العجب.
وتعَدُّ من أقدم التدريبات الرياضية الذهنية لصقل العقل، إِلاَّ أنَّها سرعان ما تطورت لتکون صناعة لغوية يجد فيها النحاة مجالا لقدح زناد العقول، وتدريب الأَذهان على إدراک تراکيب اللغة المعقدة وکشف العلاقات بينها.
وتنوعت أساليب النحاة في عرض القاعدة النحوية، فشکلت الأَحاجي والألغاز النحوية محوراً مهما من المحاور التي دار حولها الدرس النحوي منذ عصر الخليل بن أحمد الفراهيدي.
فرأيت أن أقف على هذه الظاهره في کتاب نفح الطيب للمقري لما فيها من غرابة مخالفتها لسنن العربيَّة، من ترک الغموض والميل إلى الإيضاح، ومن ثَمَّ اهتديت إِلى تحديد الأَحاجي والأَلغاز النحوية في نفح الطيب وحددت طرائقة ودواعي ظهوره.
وقد اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد ثم تطرقت إِلى تعريف الأَحاجي والأَلغاز ودواعي ظهورها وأقسام اللغز النحوي متمثلة في الأَلغاز بالقول في المصدر العامل عمل فعله، و بـ (إذا) التعليلية بين الحرفية والاسمية، والإِعراب، وفعل الأَمر، وتنوين العوض، وماذا دلالتها، وحذف مفعولي ظن، والحال سدت مسد الخبر، وحکم تکرار من، وما النافية، والفاء العاطفة واللام الزائدة، وعودة ضمير من يعقل إلى ما لايعقل.
وقد ختمت البحث بخاتمة ضمنتها خلاصة لأهم ما توصل إليه البحث من نتائج مشفوعة بثبت بأهم المراجع التي استعنت بها في الدراسة.