التعدد الوظيفى لأدوات الربط فى الفارسية من الظواهر اللغوية القائمة على الربط بين التغيير الذى يطرأ على الترکيب، وبين دلالته التى تسهم فى توضيح المعنى. يقصد به تعدد الوظائف التى تقوم بها أدوات الربط فى الجملة، وبالتالى المعانى والدلالات التى تقوم بها أدوات الربط فى الفارسية. ويقتصر البحث على الأدوات التى لها تعدد وظيفى؛ أى تشغل أدوراً مختلفة داخل الجملة دون التطرق إلى الأدوات التى تلعب دوراً وظيفياً واحداً داخلها؛ حيث إنها قد تتعدد دلالياً، لکنها لا وظيفياً.
يستند هذا البحث فى جانبه التطبيقى على الأشعار الفارسية لکبار الشعراء الفرس، حيث إن الشعر يعد مادة خصبة ثرية لدراسة أدوات الربط فى الفارسية، ويمکن من خلاله رصد التعدد الوظيفى والدلالى لأدوات الربط، ومن أمثلة الشعراء الذين اعتمد عليهم البحث الفردوسى، والخيام والعطار، وجلال الدين الرومى، والانورى، وپروين اعتصامى، والکاشانى، وحافظ، وسعدى، وغيرهم.
يعتمد البحث على المنهج الوصفى الذى يعد أساس المناهج اللغوية معتمداً على وصف الظاهرة، وتحليلها من خلال منهج التحليل الوظيفى. کما يعتمد البحث على منهج علم الدلالة فى الکشف عن المعانى التى يحويها النظام اللغوى؛ حيث يعتمد التحليل على فک البناء لغوياً وترکيباً وإعادة بنائه دلالياً.
وقد خرج البحث بالعديد من النتائج من بينها، ساعدت المادة الشعرية موضع الدراسة فى کشف الکثير من الأبعاد الترکيبية والدلالية للأدوات. وتعدد المعانى الدلالية للواو الاشتقاقية؛ حيث تعطى معان متعددة کالکثرة، والتحقير، والتصغير، والتشابه. تعددت وظائف "تا" کونها أداة ربط، فقد خرجت عن وظيفتها لتکون أداة شرط، وأداة عطف، وأداة استفهام، وقيد زمانى، وغيرها من الوظائف. والکثير من النتائج التى جاءت فى نهاية البحث.