بين علوم اللغة العربية صلة وثيقة , فالنحو والصرف صنوان لابد منهما ؛ ولأَجل إتقان هذه اللغة کان لابد من معرفة الأُسس التي تُظهر الأحکام النحوية , والأحکام الصرفية , فهي من الأشياء المهمة والَضرورية , فکانت العلة بمفهومها العام موجودة في تقعيد قواعد الصرف ؛ لبيان القاعدة الصرفية المتحکمة بالتغييرات التي تطرأ على البنية . ولأجل إظهار الرابط ما بين الأحکام الصرفية والعلل الصرفية اتخذنا القراءات القرآنية في کتاب (مشکل إعراب القرآن ) لمکي بن أبي طالب ( 437هـ) أنموذجا في بيان مقايس العلة التي جعلها ميزانا يبني على أساسه الحکم على القراءة بالقبول أو الرفض . ولتبيان منهجه في توجيه القراءة توجيها صرفيا معتمدا على العلة الصرفية , والکيفية التي تعامل بها مع القراءات التي أوردها في کتابه , کان لزاما إظهار ذلک عبر :  أولا : بيان منهجه في توجيه القراءة في کتابه المشکل  , فاشتمل منهجه على صور متعددة منها توجيه القراءة دون المفاضلة بينهما , والتوجيه  القائم على الاستعانة بقراءة أخرى , والتوجيه بالحکم على القراءة بالرفض , وغيرها ثانيا : بيان العلل الصرفية التي جعلها المقياس الذي استند إليه في قبول القراءة , أو توجيهها , فکانت العلة لديه تشتمل على علة الإتباع , علة الأصل , علة الوجوب , علة الجواز , علة الحمل على المعنى , علة التخفيف , علة التشبيه , وغيرها  .