بحثت في هذا الموضوع عن القائد المصلح کمفردة أساسية في عملية الإصلاح التي تحتضن بأرکانها الأربعة، المبدأ الصالح وسماته، والقائد المصلح وصفاته، والأنصار المصلحون ودورهم، والبيئة الصالحة وأهميتها.
وبحثت عن القائد المصلح باختصار، وقد تم توصيفه: بأنّه الشخص المُعدَ إعداداً إسلاميا ورسالياً معمقاً، ومؤمناً بمفاهيم الإسلام ومبادئه، وله ملکة دينية وأخلاقية، ومعرفة علمية شاملة في شؤون الدين والحياة، وقضايا العصر، مع اتصافه بصفات ذاتية کالشجاعة والکرم وأمثالها، وموضوعية کالتخطيط والتنظيم والضبط وغيرها، ورجاحة عقلية في قضايا السياسة والإدارة، والاقتصاد والاجتماع، والعلاقات، وان يکون مستعدا لأداء مهمته، والوصول إلى أهدافه ومضحيا من اجل تحقيقها دون تأثر بعصبية، او عنصرية، او جماعة مذهبية، او عرقية، او اثنية، وان تکون له نظرة استشرافية متفائلة لتحقيق أهداف نهضته، وان يکون أمينا وحازما في قراراته، لکي يتغلب على کل مظاهر العنف، والفساد، والاسترخاء، وان يکون شجاعا متحررا من عقدة الخوف والتردد من الآخرين، مهما کانت قوتهم ومکانتهم السياسية والاجتماعية، وفي الوقت نفسه ان يکون متواضعا، هادئاً، ضابطا لنفسه، يعفو عن المسيء عند قدرته واستطاعته، وان يکون خبيرا بمعرفة الرجال وتصنيفهم لتحييد المعادي منهم، وکسب المحايد، وتوظيف المؤيد، وان يدرس بيئته ومحيطه فضلا عن دراسة بيئات من سبقه، ليستفيد من تجارب الماضين، ليؤسس للحاضر، ويستشرف المستقبل، هذا هو القائد المصلح المصطفى من الصالحين، والسائر على سنة الأنبياء والمرسلين، والقادة الرساليين، وهو معهم في دربهم الصعب المتصعب.