تعرضت منطقة الخليج العربي في بدايات القرن العشرين إلى العديد من الأمراض والأوبئة کالجدري والکوليرا والطاعون والأنفلونزا الإسبانية وغيرها. کان لهذه الأمراض والأوبئة العديد من الآثار السلبية على سکان هذه المناطق في الجوانب الصحية والاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية وغيرها من الجوانب. من ضمن المناطق التي تعرضت لمثل هذه الأمراض والأوبئة هي إمارات الساحل المتصالح؛ حيث تعرضت لوباء الجدري ما بين عامي ١٩٣٥ – ١٩٣٦، فقد ظهر الوباء في البداية في منطقة رأس الخيمة وتحديداً في ١١ ديسمبر ١٩٣٥ ثم انتقل إلى بقية مناطق إمارات الساحل المتصالح. من خلال هذه الدراسة استعرضنا الأمراض والأوبئة في إمارات الساحل المتصالح قبل تفشي وباء الجدري ما بين عامي ١٩٣٥ – ١٩٣٦. کما حاولنا أن نوضح کيفية تعامل السلطات الصحية بمنطقة الخليج العربي مع وباء الجدري في إمارات الساحل المتصالح ما بين عامي ١٩٣٥ -١٩٣٦. کذلک تسعى الدراسة إلى تحديد مدى نجاح السلطات الصحية بمنطقة الخليج العربي في التعامل ومواجهة وباء الجدري في إمارات الساحل المتصالح وتجنب آثاره السلبية في الجوانب الصحية والاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية على سکان إمارات الساحل المتصالح خلال انتشار هذا الوباء. کذلک تطرقت الدراسة إلى أهداف ومساعي السلطات الصحية بمنطقة الخليج العربي جراء التعامل مع وباء الجدري في إمارات الساحل المتصالح ما بين عامي ١٩٣٥ – ١٩٣٦. اعتمدت هذه الدراسة بشکل أساسي على وثائق من الأرشيف البريطاني ومصادر رئيسة أخرى ترکز على هذا الجانب المهم من تاريخ الوضع الصحي لمنطقة الخليج بشکل عام وإمارات الساحل المتصالح بشکل خاص.