تتناول الدراسة سياسة محمد على باشا الزراعية في مصر في ضوء الوثائق الترکية العثمانية وتهدف إلى الوقوف على جهود محمد على باشا والي مصر في النهوض بالزراعة في مصر وذلک من خلال الحقائق التاريخية التي وردت بمتن الوثائق المذکورة التي تعتبر المصدر الأصيل والأهم لتلک الفترة من تاريخ مصر. وقد اتبعت الدراسة المنهج التاريخي في دراسة مضمون الوثائق والعمل على ربط الحقائق والمعلومات الواردة بها؛ لبيان الدور الذى لعبه محمد على باشا فى النهوض بالزراعة.
وقد اعتمد الباحث في دراسته في الأساس على الوثائق الترکية العثمانية بالوحدة الأرشيفية ديوان الجفالک والعهد وبعض الوحدات الأرشيفية الأخرى المحفوظة بدار الوثائق القومية بالقاهرة والتي تتناول المراسلات التي کان يرسلها محمد على باشا والي مصر إلى المديرين والمتعهدين بالأقاليم المختلفة بالقطر المصري من أجل زيادة الرقعة الزراعية والإنتاج الزراعي مماکان له انعکاسًا إيجابيًا على زيادة الدخل القومى ورفع مستوي معيشة الأهالى والفلاحين من خلال دخول السوق الأوروبية والمتاجرة بمحاصيلها التى لقت رواجًا کبيرًا وإقبالاً ملحوظًا.
وقد اطلع الباحث على عدد لابأس به من هذه الوثائق لاستخلاص المعلومات الواردة بها وربطها ببعضها والاعتماد عليها فى إجراء الدراسة کما اعتمد الباحث على بعض المراجع العربية والأجنبية لتدعيم الدراسة.
وقد خلصت الدراسة إلى الوقوف على أن الوثائق الترکية العثمانية تعتبر من أهم المصادر الأصيلة لکتابة التاريخ وأنها بينت سياسة محمد على باشا وجهوده فى النهوض بالزراعة في مصر بعد أن أصابها الإهمال وجهوده فى زيادة الرقعة الزراعية بالقطر المصرى عن طريق تحسين وسائل الرى واستصلاح الأراضى واستخدام طرق حديثة فى الزراعة وتجربة زراعة سلالات جديدة من المحاصيل وإلغاء نظام الإلتزام الذى أدى إلى تأخر النهضة الزراعية وضياع حقوق الفلاحين.
ويجب على الباحثين من دارسى اللغة الترکية مواصلة المسيرة للکشف عن کثير من الحقائق والمعلومات التي تتضمنها تلک الوثائق التى تذخر بها دور الأرشيف المختلفة.