يمکننا القول إن هذه المشاريع الاستعمارية قد قدمت لنا رصيدا هائلاً من المعلومات عن الصحراء الإفريقية الکبرى وهذا ما أدي إلى أزياد رغبة الحکومة الفرنسية في احتلال المناطق الصحراوية وتسهيل مهمة التوسع العسکري من خلال أتباع طرق ووسائل معينة لنجاح العملية التوسعية. کما أن مشروع السکة الحديدية قد أعطت دفعا قويًا للتوسع الفرنسي في الصحراء الکبرى تحت العديد من الحجج والذرائع هذا جهة ، ومن جهة أخري فإن الخطوط التي تم انجازها قد ساهمت إلى حد بعيد في نهب واستغلال الثروات الطبيعة في الصحراء الکبرى.
وقد اعتمدت في هذه الدراسة منهجاً وصفياً، مع تحليل الراويات.
ومن أبرز النتائج التي تمخضت عنها هذه الدراسة ما يلي:
• أدت مدن الصحراء الليبية دوراً بارزاً في ازدهار التجارة والنمو العمراني والسکاني الکبير في بعض المدن کمدينة غدامس وغات التي أصبحت من أهم مدن الصحراء الکبرى، وقد وفد إليها العديد من التجار والعلماء.
• واکب تدفق التجارة أن أصبحت الدواخل الليبية حلقة وصل، ومراکز رئيسية للعلاقات الاقتصادية الصحراوية، کما أصبحت التجارة شريان الحياة بالنسبة لهذه المدن التي أصبحت تعتمد عليها اعتمادًا کلياً في حياتها الاقتصادية وبالتالي أصبحت الأسواق التي تقام فيها قبلة لتجارة القوافل.
• اشتغال العديد من أبناء تلک المدن فى المهن والحرف کمرافقة القوافل التجارية وتربية الجمال وبيعها وتأجيرها، إلا أن الأمر لا يخلو من أن البعض منهم کانوا قطاع طرق عاش الکثير منهم على السلب والنهب وجمع الإتاوة مقابل المرور عبر أراضيهم بسلام.
• تشکلت شبکة من الطرق کانت تربط المراکز العمرانية في الصحراء مع بعضها البعض، ولقد کانت هذه الطرق في کثير من الأحيان سبباً للصراع فيما بينهم بسبب الخلاف على تقاسم الإتاوات.
وبناء على النتائج التي توصلت إليها أوصى بما يلي:
1. البحث عن الوثائق والمخطوطات العربية المتعلقة بتاريخ تلک المدن الصحراوية وإبرازها إلى حيز الوجود، للاستفادة منها في دراسة تاريخ المنطقة، والعمل على أيجاد نوع من التعاون العلمي بين المرکز العلمية في ليبيا والدول الإفريقية .
2. العمل على تقوية الصلات بين أبناء القارة الإفريقية عامة، وتقوية الصلات المدن الصحراء الليبية مع غيرها من مدن الصحراء الکبرى ، لدعم الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتنسيق الجهود لمواجهة الهجمات الاستعمارية والتطرف الديني.