فى رواية (الأمة من خلال باربيس)، تشير الکاتبة بشکل ضمنى إلى الدور الإنسانى الذى لعبه قطاع من الشعب الفرنسى (الفرنسيين الصالحين) خلال فترة الإحتلال الألمانى، إذ لم يترددوا فى مساعدة اليهود بشتى الصور خلال تلک الفترة الزمنية. وتتلاقى هذه الإشارة النصية من خلال إبرازها للدور الإيجابى لقطاع معتبر من الفرنسيين فى الماضى مع الحدث الرئيس للنص، والذى يدور حول فتاة بلغارية تحلم بالسفر إلى فرنسا، إذ هى تجسد بالنسبة لها « موطن الحريات وحقوق الإنسان ». وتأتى أحداث القصة لتکشف - إذا ما جاز التعبير - فقدان فرنسا لمنظموتها القيمية وقيمها الجمهورية، وهو ما يدفع البطلة إلى أن تضع نهاية لحياتها فى فرنسا مقدمةً على الانتحار. ومن خلال تسليط الضوء على التناقض بين المنظومات القيمية لعدد من شخصيات الرواية يعمد النص إلى التحيز والانتصار لأفکار وإيديولوجيات دون سواها دافعاً القارىء لتبنى إيديولوجيا النص. ويتمثل الإطار المنهجى للبحث محل الذکر فى نظرية التأثير القيمى لفانسنت جوف، ويرتکز فى هذا الصدد على إبراز التوجيه الإيديولوجى والعاطفى کأداتين لتوجيه عملية القراءة.