يولي الباحثون فى مجالات الدراسات الأدبية إهتماماً کبيراً بدراسة حياة "محمود الکاشغرى", ويعد أحد علماء ومؤرخي الترک فى القرن الحادي عشر للميلاد, والأب الروحي لعلم الترکيات, ولأعماله الأدبية قيمة عظيمة فى الأدب الترکى التى تتمثل فى " قواعد اللغة الترکية "، وهذا الکتاب مفقود لم يعثر عليه حتى يومنا الحاضر, ويثبت هذا المؤلف أن الکاشغري أول نحوي, أما أثره الثانى فهو "ديوان لغات الترک" الذى جعل له الشهرة والميزة على أقرانه, وقد ألف هذا الکتاب باللغة لعربية لکى تتعرف الأمة العربية على لغة الترک, وأن يثبت ثراء اللغة الترکية ومضاهتها للعربية, فقام بدراسة تقابلية فى کتابه "ديوان لغات الترک" حيث قابل بين لغات الترک واللغة العربية فکان يورد الکلمة العربية وما يقابلها بلهجات الترک, لذلک سنقوم فى هذه الدراسة بالترکيز على اللغة الترکية, ولهجاتها, وسنتطرق إلى خصائص أسلوب "محمود الکاشغري", ومنهجه فى الکتابة, وذلک من خلال دراسة تحليلية فى هذا الکتاب.
ولقد جاء إختيارنا لهذا الموضوع لأنه يلقي الضوء على حقبة تاريخية مهمة فى القرن الخامس الهجري حيث يعکس حياة الترک الاجتماعية والثقافية فى تلک الفترة, ويقدم للباحثين کثيرمن المعلومات عن بلاد المسلمين فى شرق ترکستان فى زمن القراخانيين, وهو مصدر مهم لتاريخ دراسة اللهجات الترکية ولجميع اللغويين.
واستهلت الباحثة هذه الدراسة بالحديث عن "محمود الکاشغرى" وحياته ثم تناولت کتابه "ديوان لغات الترک", ومنهج الکاشغرى وخصائص أسلوبه, ثم أوردت فى الخاتمة أهم النتائج التى توصلت إليها, کما ذکرت أن هذا الأثر يدل على مدى تأثر وإهتمام الأتراک باللغة العربية لغة القرآن الکريم, وأنهم عکفوا على دراستها ودراسة القرآن الکريم والأحاديث النبوية الشريفة, وکان لمحمود الکاشغرى باع کبير فى الإستفادة من الثقافة والتراث الإسلامى وأنه أفاد بما يعرف بالتناص الأدبى.
وفى النهاية نستطيع أن نقول أن الکاشغرى قد قدم مؤلفه بأسلوب قوى, وأن هذا الکتاب له أهمية عظيمة فى الأدب الترکى.