إن ثقافة أي مجتمع تحدد أسلوب الحياة فيه من حيث التفکير والتعامل مع النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وتحدد القيم والعادات والتقاليد وآداب السلوک... الخ.
وتعبر ثقافة أي مجتمع عن خلاصة التجارب والخبرات التي عاشها أعضاء هذا المجتمع وما تعرضوا له من أزمات وما حققوه من تقدم وازدهار وما تمسکوا به من عادات وتقاليد ومعايير، وتعمل کافة الثقافات على نقل هذه الخبرات عبر الأجيال وإعادة إنتاج نفسها بالطرق المختلفة.
وبالتالي فان ثقافة أي مجتمع هي التي تحدد ما يجب على الفرد أن يتعلمه ويتصرف وفقاً له لکي تتوافق سلوکياته وتصرفاته مع الثقافة السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه.
ومما لا شک فيه أن الحياة اليومية تشتمل على العديد من الرواسب الثقافية التي تعمل على إعادة إنتاج نفسها مرة أخرى عبر الأجيال المختلفة.
ولعل الحفاظ على الموروثات في ظل الکم الهائل من موجات التغير التى تجتاح المجتمعات التقليدية اصبح أمرًا يمثل أهمية قصوى بالنسبة لسکان هذه المجتمعات وفي ذات الوقت يمثل نوعاً من أنواع الصراع بين الحديث، والتقليدي، أوبين التراث التقليدي، ومتغيرات الواقع الاجتماعي الحديث، حيث تغير نظم اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وما يعنيه ذلک من اختفاء، أواقتراب اختفاء بعض المظاهر التقليدية لبعض القيم الموروثة، التي يحاول البعض اعادة انتاجها مرة أخرى للحفاظ عليها من الاندثار.
ويمکننا القول أن سلوک الانسان اي کان نوعه، ما هوالا محصلة نهائية لما يشتمل عليه عقله من ثقافة، وبالتالي لا يمکننا أن ننکر تأثير الرواسب الثقافية على السلوک، والتصرفات، واساليب الحياة.