تعالج هذه الورقة البحثية سياسية قطبي العالم (الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريکية) تجاه دول القرن الأفريقي خلال الحرب الباردة. وتناقش على وجه الخصوص دينامکية العلاقة الإثيوبية-السوفيتية في سياق النفوذ السوفيتي وتأثيره بين عامي ١٩٧٤ و ١٩٩١م في تلک المنطقة من خلال التدخل الواسع للسوفييت في الشؤون الإقليمية لدول القرن الأفريقي خاصة إثيوبيا کجزء من مخطط "الوحدة السوفيتية" خاصة عندما أصبحت هذه المنطقة مصدر قلق "جغرافي سياسي" للقوى العظمى لمحاولة فرض نفوذها السياسية من جانب، وتصدير أيدولجياتها والإستفادة إقتصاديًا وعسکريًا من جانب آخر خلال الحرب الباردة. وقد نتجت عن هذه المواجهات السياسية لقطبي العالم تغيير جذري في سياسة کلتا القوتين المتصارعتين؛ بحيث عکست کل منهما تحالفاتهما السياسية التقليدية في المنطقة في عام ١٩٧٨م؛ بحيث أصبحت إثيوبيا - التي کانت حليفًا للولايات المتحدة الأمريکية - حليفًا للاتحاد السوفيتي. وفي المقابل، أصبحت الصومال- التي کانت سابقًا حليفًا للاتحاد السوفيتي، حليفًا جديدًا للولايات المتحدة الأمريکية. کما أن الجهود المُوحَّدة التي بذلتها الدول الغربية والدول العربية في مواجهة "التهديد السوفيتي" التي کانت من وجهة نظرهم تُشکّل خطرًا على مصالحها الفردية في القرن الأفريقي عاملًا مساعدًا أدّى ايضًا إلى إضعاف موقف الاتحاد السوفيتي في تلک المنطقة. وعلى ضوء ذلک أصبح الحلم السوفيتي لتحقيق هدف "الوحدة السوفيتية" في منطقة القرن الأفريقي غير قابل للتطبيق.