السلّم الحجاجيّ: هو علاقة تريبيّة للحجج, فالحجج تترتّب في السلّم, أمّا من الأدنى إلى الأعلى, أو من الأعلى إلى الأدنى بحسب قوّتها الحجاجيّة. وقد خلصتُ إلى أنّ الرضيّ قد استعمل هذه النظريّة الحديثة, لکن ليس بالدقة التي تناولها المحدثون في کتب الحجاج, فهو لم يصرّح بها علنًا, ولم يؤصّل لها کنظريّة مکتملة الجوانب, لکن القارئ حينما يقرأ شرح الرضيّ يجد جذورًا, وإشارات لهذه النظريّة, کان من الممکن أن تستثمَر من الجيل الذي لحق الرضيّ, وتصبح نظريّة واضحة المعالم, وکذلک عدّت من أهمّ تقنيات الحجاج التي استعملها الرضيّ؛ لتثبيت القواعد النحويّة, وقد أسهمت تلک الحجج في عملية إقناع المتلقي. إنّ نظريّة السلالم الحجاجيّة من أولويّات البحث في الدرس النحويّ؛ لأنّ القضية النحويّة التي تشرح لا بدّ أن يکون فيها نوع من التدرّج ؛ للوصول بها إلى ذهن المتلقي, وهذا التدرّج کان حاضرًا في شرح الرضيّ باستعماله الحجج من الأدنى إلى الأعلى, أو بالعکس.