جاءت هذه الدراسة بهدف التعرف إلى عادات وأنماط تعرض الشَّباب الخليجي للصحافة الالکترونيَّة والکشف عن دوافع الاستخدام للصحف الالکترونية من وجهة نظرهم، والتعرف إلى أبرز الاشباعات المتحققة من متابعة الشَّباب الخليجي للصحف الالکترونية، وتحليل نظرة الشَّباب إلى دور الصَّحافة الالکترونيَّة في تشکيل الوعى القومي، والتعرف إلى أبرز قضايا الوعى القومي العربي التي عالجتها تلک الصحف، کما هدفت إلى الکشف عن الإسهامات الايجابية التي حققتها الصحف الالکترونية في معالجة قضايا الوعى القومي، وکذلک معوقات الصحف الالکترونية في تشکيل الوعي للشباب الخليجي. بجانب کشف أبرز الأولويات التي ينبغي الترکيز عليها في المستقبل من وجهة نظر هؤلاء الشباب.
ولتحقيق ذلک قام الباحث بتطوير استبيان لتحقيق أهداف الدراسة تم توزيعه على عينة من (321) مفردة. وقد تمت معالجة البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المعروفة.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن معظم أفراد العينة يستخدمون الصحافة الالکترونية بشکل دائم ومنذ مدة تتراوح بين عام- خمسة أعوام، کما بينت الدراسة أن معظم أفراد العينة وبنسبة (69.8%) يقدمون معلومات صحيحة خلال تفاعلهم مع الصحف الالکترونية.
وکشفت الدراسة أن القضايا الاجتماعية احتلت المرتبة الأولى في الموضوعات التي يفضل الشباب الخليجي متابعتها على الصحف الإلکترونية، تلتها الموضوعات السياسية، ثم الموضوعات الرياضية، والأمور الاقتصادية، وأخيراً الموسيقى والأفلام. کما کشفت نتائج الدراسة أن الصحف الالکترونية تساهم بدرجة متوسطة في حرية الرأي والتعبير، وأنها تساعد على تعميق الشعور بالوعي القومي بدرجة متوسطة أيضا.
وأظهرت النتائج أن الصحف الالکترونية نجحت في تغطية تعثر عملية السلام في الشرق الأوسط بدرجة متوسطة، کما وفرت التغطية المناسبة لقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان في العالم العربي، وأنها نجحت في الحد من ظاهرة العنف والتطرف والاحتقان المذهبي والطائفي في العالم العربي من خلال تغطيتها المستمرة لهذا الموضوع، وساعدت في تنمية الشعور بالوعي القومي العربي للشباب الخليجي بدرجة متوسطة.