تناولت الدراسة بني جَهِيْر ودورهم السياسي في الخلافة العباسية (454ه- 542ه/1062م-1147م)، والتي امتدت مهنتهم في منصب الوزارة قرناً من الزمان، وزروا لخمسة من الخلفاء، أولهم الخليفة القائم بأمر الله، ثم الخليفة المقتدي بأمر الله، والمستظهر بالله، ثم الراشد بالله، وأخيراً الخليفة المقتفي لله، وتعاقب على وزارتها عدد من أفراد أسرة بني جَهِيْر، فإن طول حقبتهم في تقلد منصب الوزارة له دلالة على مکانتهم الکبيرة وسيادتهم العالية، الامر الذي أدى إلى حظوة عالية لدى خلفاء بني العباس، ونالوا الکثير من الألقاب والهبات نظير إخلاصهم للدولة، کما اعتلوا منصب أستاذية الدار، إذ إن الخلفاء لم يستغنوا عنهم حتى وأن حادت الوزارة عنهم في فترة فترات ونصب غيرهم. کما تناولت الدراسة حقبة تاريخية، حيث واجهت الوزارة تحديات وأطماع وضعف اعترى جسدها قرابة القرنين من الزمان، فعندما تجردت الخلافة العباسية من تسلط الطامعين استطاعت الوزارة أن تنتعش وتمارس نفوذها وتسترد عافيتها، لذا کان لأسرة بني جَهِيْر الدور البارز في الوزارة، لم يقتصر دورهم على الوزارة فحسب بل استعان بهم السلاطين السلاجقة قادة جيش يفتحون المدن العباسية ويتولون إمارتها.