محمل الحج کان من المظاهر المشهورة عند المسلمين، فقد ظهر في العهد المملوکي للدلالة على الکسوة المعدة للکعبة الشريفة والمصنوعة في مصر، وکان يتم الاحتفال في مصر بخروج المحمل يحضره الأعيان والأمراء والحکام والقاضي، وبعد عودة المحمل من الحج نجد العامة من المسلمين يتبرکون بالمحمل، فيحضرون أولادهم ليروا المحمل ويلمسوه حتى يبارک لهم، لأنه في اعتقادهم أن المحمل وضع داخل المسجد الحرام فأرادوا التبرک بمحمل يزور الأماکن المقدسة. ولما کان التبرک محل نظر بين العلماء من حيث حکمه، فکان لزاماً العمل على منع المحمل خاصة مع ما يصاحبه من فرق موسيقية کانت تطوف بالحرم وفي أماکن الحج، والتي لا تصح في أوقات العبادة، وهذا کله يعارض ما حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد کان عليه السلام حريصا أشد الحرص على حماية جانب التوحيد وسد کل طريق يؤدي إلى الشرک، فعلينا اتباعه صلى الله عليه وسلم.