ترتکز الرواية على جملة من العناصر التي تتظافر وتتعاضد فيما بينها لإخراج عمل روائي له طابع خاص أراد الراوي عبره أن يعلن عن جملة من آرائه وانطباعاته، ويرسم لنا عالما واقعيا عاشه الأجداد وما زالت فئة غير قليلة تمارس هذه الحياة ذاتها. لذلک في هذه الرواية ارتکز المؤلف على الشخصيات التي تعکس صورة فنية وطبيعية وثقافة وأيديولوجية خاصة؛ إذ عرض لنا لوحات فنية عاش أبطالها في البادية في بدايات القرن العشرين في بادية الکويت وشعابها ونجد، وقد نفذ الکاتب إلى دواخل هذه الشخصيات وأخرج مکنونها من تراث وثقافة وسلوکيات منها الإيجابي ومنها السلبي، ولم تقتصر هذه الرواية على الشخصيات النمطية فقط؛ بل تعدتها إلى عالم النوق والجمال،وعرض الکاتب لنا حياتها ورکز على شخصية الناقة وعرض لنا طباعها وتصرفاتها وغاص في دواخلها ليخرج لنا مکنونها وعواطفها ومشاعرها التي ماثلت شخصية الإنسان، ثم ربط بينها وبين بقية شخصيات الرواية بعلائق متشابکة ليکون عالما خاصا من تفاعلاتها ينمق به فضاء روايته. ولم يقتصر الکاتب على انتقاء شخصيات نصه الروائي بل تعداه إلى منح شخصياته أسماء ذات دلالات ورموز خدمت نصه وارتقت به وأثارت فکر قارئه. وترتکز هذه الدراسة على تحليل الشخصيات ووصفها معتمدا على المنهج الوصفي التحليلي الذي يوائم هذا العمل. وسنرکز في هذا العمل على الشخصيات الرئيسة والثانوية التي ساندتها، وکان لها الأثر الکبير في تفعيل الحدث الروائي ؛ لأن الشخصية هي العمود الفقري للرواية، وبغيابها لا يوجد نص. وستقدم هذه الدراسة العناوين الرئيسة التالية: الشخصية ودلالتها: الشخصيات الرئيسة: أولا - ناقة صالحة    ثانيا – صالحة   ثالثا - دخيل الشخصيات الثانوية: أولا- صالح   ثانيا- فالح   ثالثا-أم دحّام    رابعا- الولد الخاتمة وقد حاولت هذه الدراسة أن تستقصي معالم الشخصيات في جوانبها المختلفة، مرکزة على أدوارها وأفعالها التي قامت فيها، ولذلک شکلت الشخصيات دلالات وإشارات مهمة استطاعت أن تکشف عن الأدوار التي قامت بها هذه الشخصيات، التي استطاعت أن تعکس الرؤى والمنطلقات التي انبنى عليها هذا العمل الروائي.