يحاول هذا البحث بيانَ حقيقة موقف الکوفيّين من مسألة العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، واستقصاء آرائهم بشأنها، ومن ثَمّ بيان موقف الآلوسي منها في تفسيرهِ الموسوم بـ(روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني).
فهناک من الکوفيين من منع هذا العطف مطلقاً کالکسائي، وهناک من أجاز مثل هذا العطف في ضرورة الشعر، وجعله من القلة کالفراء، وهناک من أجازه مطلقاً مثل ثعلب وأبو البرکات الأنباري، وبالمقابل نجد من نَسَبَ إلى البصريين المنع مطلقاً، في حين هناک من جوّز هذا العطف وقيده بضرورة الشعر فقط کسيبويه والمبرد، وهناک من أجازه مطلقاً مثل يونس، وقيل إنََّ قطرب وافقهم أيضاً مستدلاً بأقوال العرب، فضلاً عن علماء آخرين سنذکرهم في ضمن البحث.أمّا رأي الآلوسي فيما يخص هذهِ المسألة، فکان موافقاً لرأي من أجاز مثل هذا العطف من الکوفيين، فضلاً عن تأييده لقراءة حمزة الزيات التي جاءت موافقة لرأي من جوَّز ذلک الکوفيين.