يتخذ هذا البحث من الديوان الأول لأبي سنة والموسوم ب"قلبي وغازلة الثوب الأزرق" مادة له؛ ويستخلص منه الدلالات المرتبطة بدال (الطائر) على المستويات الثلاثة (الأيقونة - المؤشر - الرمز) التي أسس لها الأمريکي "بيرس" والتي کانت علامة بارزة في علم "السيميوطيقا". ليصبح الهدف من هذه الدراسة هو تتبع دال "الطائر"للإحاطة بأشکال الوجود اللفظي والدلالي، وما يستتبعه من سياقات ومعاني خفية تسهم في بلورة التشکيل الجمالي وإيضاح الصورة البيانية. وتوصل البحث إلى أن هذا الدال متنوع الدلالات النابعة من تلک العلاقة التناغمية بين الشاعر وبين الطبيعة، حيث ترتدي القصيدة - عند أبي سنة -  ثوب القصة؛ فتتلاحم عدة عناصر قصصية فيها تجعلها أقرب لمصطلح القصة الشعرية الذي يعکس من خلاله تعلقه الدائم بقريته. کما يتم توظيف دال "الطائر" بوصفه رکيزة مهمة في المنظومة الثقافية، کما تستند على عدد من الموروثات التاريخية و القصصية التي تتدرج تصاعديًا بدءًا من القرية، ثم ينتهي المطاف إلى الوضع العالمي الذي يعج بالصراعات البشرية.