قبل قيام الدولة الصفوية في إيران تهيأت لها ظروف وأوضاع سياسية واجتماعية، ضمنت لهذه الدولة النجاح والظهور على الساحة السياسية في المشرق الإسلامي، وقد تأسست هذه الدولة على أساس ديني حيث اتخذت من المذهب الشيعي الاثني عشري مذهبا رسميا لها، لکن ظهور الدولة الصفوية في إيران واتخاذها من المذهب الشيعي الاثني عشري مذهبا رسميا، لم يکن بالأمر المفاجئ، فبعد اجتياح المغول للمشرق الإسلامي في القرن السابع الهجري وتعاقب الدول الحاکمة في إيران وانهيار المجتمع الإيراني، ازدهر تيار التصوف کملجأ روحي ونفسي لهذا المجتمع الذي قد أصابه القلق جراء أعمال الوحشية والقسوة، تميز بعض هذه الحرکات بالاعتدال، وتميز البعض الآخر بالتطرف والغلو والمزج بين التصوف والتشيع المغالي، وکانت هذه الحرکات ذات انتشار ونفوذ بالغ خاصة في المناطق الإيرانية والأناضول، کان لغياب المؤسسات الدينية الرسمية دور کبير في ازدهار هذه الحرکات الصوفية.
بدأت بعض هذه الحرکات الصوفية المتشيعة تتخذ بعدا سياسيا ولم تکتفي بالزهد فقط، وقامت بعض هذه الحرکات بثورات على الحکام المحليين کحرکة السربداريين في خراسان، بل واستطاعت أيضا تأسيس دول لها، وغير حرکة السربداريين، کانت هناک الدولة الإيلخانية التي سبقتها واعلن حاکمها محمد خدابنده (أولجايتو) المذهب الشيعي مذهبا رسميا، لکن أهالي مدينة أصفهان رفضوا هذا الإجراء مما جعله يتراجع عن قراره ويعود مرة أخرى للمذهب السني، کذلک قامت دولة المرعشيين في مازندران على أساس المذهب الشيعي الاثني عشري، ودولة المشعشعيين في خوزستان.
وإذا ما استعرضنا الخريطة المذهبية لإيران قبل قيام الدولة الصفوية، نجد غلبة المذهب السني على المناطق الإيرانية، ووجود أقليات شيعية في بعض المدن، لکن هذا لا ينفي عدم الصلة بين التشيع وإيران في تلک الفترة، فقد حاول التشيع الدخول إلى إيران من خلال طرق عديدة کان أهمها "التصوف".