يعتبر براين فريل ( 1929- 2015 ) کاتبا ايرلنديا بارزا في مجال المسرح والقصة القصيرة. استمر عمل فريل خمسون عاما وامتدت شهرته خارج حدود ايرلندا. "الرقص في لوناسا"  (1990) هي واحدة من ابرز مسرحيات فريل الخاصة بالذاکرة. نسبة الي "لو" "لوناسا" هي الشعائر الوثنية لآحتفال الحصاد الکيلتي في التاريخ الشعبي الا يرلندي. من خلال الذاکرة القصصية سجل براين فريل في مسرحية "الرقص في لوناسا" سلسلة من الاحداث التاريخية واثرها علي شخصياته الحيوية.  بدلا من اقامة احداث مسرحيته في عام 1990 قام فريل بوضعها في الثلاثينيات من القرن العشرين ليتتبع الاحوال الاجتماعية والاقتصادية  وکذلک الاحداث التاريخية في ايرلندا في دولة ايمون دي فاليرا المستقلة. من وجهة نظر مابعد الحداثة يعتبر التاريخ مثل الذاکرة امرا ذاتيا فقد ذکر هايدن وايت المؤرخ الامريکي المنتمي لنظرية ما بعد الحداثة في کتابه "مدارات الحديث" ان "القصص التاريخية تعتبر تماما ادوات لفظية ومن الممکن ان تصنف عن طريق الحديث المجازي التي توجد فيه"94      وحسبما يصرح هايدن وايت " المؤرخ من الممکن ان يصوغ الاحداث التاريخية کقصة ويصيغهم علي شکل قصص وبهذا فهو يقصد صياغة الحقائق التاريخية علي انها مکونات لانواع معينة من بناء الحبکة الروائية" ( 83 )  ولهذا فان الاحداث التاريخية من الممکن ان تعامل علي انها روايات قصصية وهذا يعني انها تخضع للتحليل والتفسير والاهم من هذا انها مثل الذاکرة تخضع لوجهة نظر الراوي او المفسر. ان الهدف الرئيسي لتلک الورقة البحثية هو بحث کيفية تعامل براين فريل مع التاريخ – طبقا لنظرية هايدن وايت – علي انه ذاکرة شخصية قابلة للتغيير ومعتمدة علي الخيال والاحداث القصصية اکثر من اعتمادها علي الحقائق. في مسرحيته الخاصة بالذاکرة يحاول فريل ان يقدم اعادة رؤية واضحة للتاريخ لکي يحوله الي سلسلة من الاحداث الروائية ليوضح اثرها علي حياة شخصياته.