يهدف هذا البحث الي اکتشاف الهوية الايرلنديةِّ، و الانتماء الوطني، و المقاومة کثلاثة مواضيع واصفة للمجتمع الايرلندي لفتره ما قبل المجاعة الکبري في بدايات القرن التاسع عشر، و ذلک من خلال دراسة نقدية لرواية وليام کارلتون (1794- 1860) الاولي، و هي فاردوروجا البخيل (1839).  تعد المجاعة حقيقة حياتية في کثير من مجتمعات ما قبل الصناعة، و لذلک فان المجتمع الزراعي الايرلندي  لا يعد استثناء من هذه القاعده. لقد ابتلت المجاعات ايرلندا منذ استقدام زراعة البطاطس باراضيها، و ذلک نظرا لاصابة زراعته سواء جزئيا او کليا. تسببت اصابة البطاطس التي ابتلت ايرلندا في عام 1945 في حدوث المجاعة الکبري. و جذبت الانتباه النقدي علي المستوي العالمي بينما لم تجذب نفس الاهتمام تلک المجاعات الصغيره نسبيا کالتي حدثت مثلا في عامي 1817 و 1822 سواء من الناحيه الادبيه، او النقديه. لذلک فان هدف هذا البحث هو استکشاف هذه المرحلة المهملة دراسيا. و يرجع الفضل کله الي  کارلتون الذي بدونه لم يکن بالامکان ابدا تسجيل تلک المرحله الحرجه في تاريخ ايرلندا. فقد صور بدقه المجتمع الايرلندي لفتره ما قبل المجاعه الکبري و الذي کان مرعوبا خشية الجوع، و مفتقرا الي مؤن طعام، و مخزون ثقافي، و مجنيا عليه بسبب احوال المجاعة، و سوء تصرف السلطة، و مهددا بسياسة خاوية، و عنف عشوائي. لا تعد رواية  فاردوروجا البخيل انعکاسا لصفة البخل المذمومة، و لکنها نتاج لعصرها، عصر ما قبل المجاعة الکبري، و الفقر، و الحکم الفاسد الذي مزق ايرلندا مل بين احساس متزايد نحو الهوية الوطنية، و تيار آخذ في النمومن المقاومة السرية. و علي عکس تقديم البخلاء بصورة مذرية في الاعمال الادبية کصورة ارباجو عند موليير، او شايلوک عند شکسبير علي سبيل المثال، فان شخصية فاردوروجا عند کارلتون جاءت مثيره للتعاطف، وجاء بخله مبررا بترعرعه في ظل ظروف قاتمة. استخدم البحث نظرية ما بعد الاستعمار، و نظرية الدراسات الثقافية مستعينا بدراسة ادوارد سعيد النقدية، و نظرية الثوره، و الاراء الثقافية عن التمييز عند فرانتز فانون، بالاضافة الي مفاهيم القوه و مماراسات الحرية عند ميشيل فوکوه مما يمد البحث بالادوات اللازمة لفهم الموضوعات الثلاثة السابق ذکرهم، و التي تشکل المجتمع الايرلتدي لفترة ما قبل المجاعة الکبري.