لقد جذب موضوع الصدمه، کمجال ادبي، انتباه الکثيرون منذ الحرب العالميه الاولي. ومع اندلاع حرب فيتنام، تم تشخيص حالات عديده من الامريکيين الذين بقوا علي قيدالحياه بعد الحرب بانها تعاني من صدمه نفسيه، وهو ما يعرف مهنيا بالاضطراب العصبي لمرحله ما بعد الصدمه.تعد هذه الورفه البحثيه بمثابه دراسه في موضوع الصدمه النفسيه في روايه القلوب المائه لوليام کوالسکي، و هي حائزه علي جائزه توماس ايتش رادال للاعمال الروائيه لعام 2014. تقدم الروايه امريکا في ابشغ صورها، صوره رمز الامبرياليه الجديده، و صوره امريکا ذات القلب القسي التي تضحي بالمائات من قلوب ابنائها بلا سبب وجيه سوي اتسامها بشر داخلي، وغداء مستمر، و غنف عالمي. ان محور الارتکاز في الروايه هو السلوک الناتج عن الحروب الامريکيه الضرواء، و العنف السياسي الذي يؤثر حتما في جغرافيه المناطق اللاامريکيه، و مدي تاثيره علي المقاتلين الامريکين صغار السن، الذين تم ارسالهم عبر حدود الولايات المتحده ليشارکوا معا في جروبا ليس لها جدوي، ثم يعودوا الي داخل الولايات المتحده ليصارعوا منفردين، کل علي حده، الاصابه بالاضراب العصبي لمرحله ما بعد الصدمه.
ان معظم ما يدور من حوار في المجال النقدي الحالي حول موضوع ادب الصدمه ينبع اصلا من نظرياث سيجمند فرويد بي التحليل النفسي، و التي تعتبرتجربه الصدمه تجربه ساکنه، تکمن في اعماق ماض مفقود، ومن ثم تکنسب سمه اللغز الغامض الذي يحيطه السکون المطلق. و علي النقيض من هذا الحوار، تستخدم هذه الورقه البحثيه منحي جديدا للنظريه الادبيه لموضوع الصدمه، و التي بدورها تري ان تجربه الصدمه هي نابضه بالحياه، و تتسم بالنشاط. و ذلک لامکانيه ظهورها من ان الي اخر في حياه الشخص الذي يعاني من الصدمه. ان العبور من منطقه الحدود التقليديه للنظريه الادبيه في موضوع الصدمه الي نطاق اخر ذي مفهوم جديد في نفس الموضوع يساعد حتما في فهم روايه کوالسکي. و توضح هذه الورقه البحثيه ايضا رؤيه کوالسکي لهذا المفهوم الجديد للصدمه حيث ان تذکر التجارب الماضيه للصدمه لا ينتج نموذجا مغلقا مکررا من معلومات دفينه کما هو الحال في المفهوم القديم للصدمه، و لکنه ينتج فهما لها و محاوله للتعافي منها من خلال الواقع الاجتماعي و الثقافي المتواجد حاليا.