تعرضت مدينة رأس غارب فى الأونة الأخيرة لتکرار حدوث السيول المفاجئة التى أدت إلى إغلاق الطريق الساحلى وتعطل حرکة النقل الرئيسية من وإلى محافظة البحر الأحمر، ويعتبر سيل 26 و 27 أکتوبر 2016 أسوأها منذ 50 عامًا، حيث أودى بحياة العشرات وتخريب البنية التحتية والممتلکات. کما تعرضت المدينة مؤخرًا فى يوم الأحد الموافق الأول من نوفمبر 2020 لسيل أخر مماثل لکنه أقل حدة من سيل 2016، والتى قُدر فيها صافى حجم الجريان بنحو 954.6 مليون م3. ويهدف هذا البحث إلى دراسة الخصائص الهيدرومورفومترية لسيل الأول من نوفمبر 2020 بهدف تقدير حجم الأمطار والفواقد وصافى حجم الجريان فى الأودية التى تقطع الطريق الساحلى فى منطقة رأس غارب، وسبل الاستفادة من مياه الأمطار والحد من أضرار السيول المتکررة. وقد استُخدم فى ذلک عدد من وسائل البحث المتقدمة منها التحليل الموفومترى واستخراج شبکات التصريف والأودية من نماذج الارتفاعات الرقمية بعد تصحيحها، وصور لاندسات وصور تفصيلية من Google Earth Pro، وتحليل بيانات المطر المستمدة من الأقمار الصناعية من نوع PERSIANN-CDR وPERSIANN-CCS لتقدير حجم مياه الأمطار، وحساب الفواقد بالتبخر– نتح وکذلک بالتسرب فى التربة، وذلک باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
واستنتجت الدراسة أن أودية منطقة الدراسة قد استقبلت ما يقرب من 2 مليون م3 من مياه الأمطار فى وادى أبو حاد ، و 1.3 مليون م3 فى وادى الدرب، وبلغ إجمالى حجم الفواقد نحو 729,814.4 م3 فى وادى أبو حاد، و911,407.4م3 فى وادى الدرب. وبلغ صافى الجريان 1,390,182.92 م3 فى وادى أبو حاد بنسبة 65.57 % من حجم الأمطار التى سقطت على الوادى، و428,893.73 م3 فى وادى الدرب بنسبة 31.99 % من حجم الأمطار التى تلقاها الوادى.