يتناول هذا البحث إحدى  القضايا التي ربما أثارت جدلا  في مضمار الأدب عن صورة المرأة في لزوميات أبي العلاء المعرِّي، إذ تبرز أهميتها من ناحية أنَّها تجلي رأي أبي العلاء في المرأة بطريقة متکاملة غير متمثلة بجزئية معينة تقتصر على إعطاء حکم کلي لنظرته فيها دون الوقوف على صورها المنفردة التي وردت في أشعاره.   وتهدف هذه الدِّراسة إلى إيضاح رأي الشَّاعر في المرأة بطريقةٍ خاليةٍ من التعسُّف من خلال تحليل الأشعار العديدة التي خصَّت المرأة، وبيَّنت الصُّور التي أتت عليها، رابطين ذلک کلَّه بالجوانب الفکرية من حياة أبي العلاء، متمثلة بالحياة الثقافية ونتاجها الفکري آنذاک، مضافاً إليها قضيتي العزلة، والتشاؤم عنده.   لقد تناولت أشعار أبي العلاء نماذج متعدِّدة، صوَّرت المرأة تارةً بالوظيفة المناطة بها، وأخرى بأحد النُّعوت التي وصفت بها، فالترکيز في هذه الأشعار کان موجَّها للوظيفة أو الصِّفة، مدحاً، أو قدحاً، إعجاباً أو ازدراءً أکثر من کونه يصف  جنساً بشرياً من حيث الأنوثة أو الذکورة.   ومن نماذج النِّساء التي تناولتها أشعار أبي العلاء في لزومياته: المرأة حواء، المرأة الأم، المرأة الزوجة، وهنا برزت صورة الزوجة المنجبة، والزوجة العقيمة، والزوجة الضرَّة، والزوجة المتقدِّمة في السن، والزوجة سيئة الخُلق، والزوجة العاملة، ثمَّ حضرت، المرأة الدنيا، ولزوميات الشَّاعر تغص بصور متعدِّدة وصفات متباينة لأصناف النِّساء ربما ضاق بها مجال البحث، وستترک معالجتها في کتاب مستقل مفصل.