إن للحرف دورًا مهمًّا في تحديد المعنى وتغيير أدائه لا يقل أهمية عن دوره في تشکيل الجملة العربية، وشد أواصرها اللغوية بعضها مع البعض، وربطه بين المفردات والجمل على حد سواء، فضلاً عن الوظيفة المعنوية التي تؤديها الأحرف في الأسماء والأفعال وتکوين کل منها، وقدرتها على نقل اللفظ إلى معنى جديد مغاير للمعنى الأصلي الذي کان عليه في جذره، ولهذا کان الحرف ثالث الأرکان التي يقوم عليها الکلام: (الاسم والفعل والحرف).والحرف قد يغير في اللفظ والمعنى، أو في أحدهما، أو يغير فيهما دون تغيير في الحکم، أو يغير في الحکم دون أن يتأثر اللفظ والمعنى، أو حروف زائدة قد لا تغير لفظا ولا معنى ولا حکما، وحروف الزيادة هذه قد تکون زيادتها مطردة أو غير مطردة، وتطرق البحث أيضا إلى الحذف في الحروف أو تقديرها أو إضمارها، کل هذا مع بقاء عمله أو إلغائه، وبين بعد ذلک أن زيادة المبنى تؤدي إلى زيادة المعنى سواء في الفعل أو الاسم، دور حروف المعاني في تأدية الجملة کاملة، وأثرها في صياغة سياق معنوي محبوک مسبوک يؤدي المعنى بشکل واضح؛ فالأحرف تربط بين المفردات وبين الجمل وتوضح العلاقة بينها، وهو ما لا يمکن أن يؤديه القسمان الآخران من أقسام الکلام (الاسم والفعل). وتقوم الأحرف بوظيفة الربط والتعليق لتوضيح علاقة أجزاء الجملة بعضها ببعض، فتأتي الحروف لربط اسم باسم، وهو العطف، وربط فعل بفعل، وربط جملة بجملة، وتعليق اللاحق لها بالسابق والاتصال به، کأن يکون الفعلان منفصلان دلاليًا، فلما دخل الحرف وصلهما مع بعض، وتستطيع الحروف نقل الجملة من معنى إلى معنى آخر تمامًا، أو دورها في تقوية المعنى.