عنوان البحث هو (تعدد أوجه التفسير اللغويّ في القرآن الکريم صيغة (فُعُول) أنموذجا). والفکرة التي ينطلق منها هي أن علماء العربية حددوا أنماط الدلالة اللغوية وذکروا منها الدلالة صرفية التي تستمدّ من ترتيب الحروف والحرکات والسکنات في الألفاظ، فما تشابهَ منها في ذلک يکون مجتمعًا في صيغة واحدة تنماز من غيرها من الأبنية بدلالة معينة مستقاة من هيأة الحروف أو طريقة صوغها وتعاقبها، أو زيادتها بمقدار معيّن .إذ نبّه القدماء على أن کلَّ زيادة في المبنى موجبة لزيادة في المعنى .وهذا النوع من الدلالة يقترن بأبنية العربية قديمها وجديدها .وقد يدلّ البناء الواحد على معنى واحد وحينئذ تکون دلالته قطعية أو يدلّ على عدّة معان فتکون دلالته احتمالية. ولم يقف التفسير الاحتمالي عند التوجيه الصرفي للألفاظ بل جاوزه إلى التوجيه المعجمي للفظة الواحدة فکثيرا ما نجد لدى المفسّر الواحد تفسيرا معجميا للفظة معينة احتدمت فيه الأوجه التأويلية المتعددة التي سيقت فيها على سبيل الاحتمال لدى المفسر الواحد أو على سبيل الخلاف بين أهل التأويل والتفسير.
يعدّ هذا البحث محاولة جادّة في نقض ظاهرة الاشتراک الصرفي أو الأوجه التأويلية المتعددة للفظة الواحدة في التعبير القرآني، وقد اختار البحث لتطبيق فکرته الرئيسة صيغة صرفية واحدة هي (فعول) التي نافت أمثلتها في القرآن الکريم على مئة لفظة وفسر قسم منها تفسيرا لغويّا احتماليا منها ثلاثة ألفاظ انتخبتها للدراسة هي (ثبور ودحور ودلوک) بعد أن تعدّدت أقوال اللغويين والمفسرين في تلمّس دلالاتها سواء على مستوى اللفظ المفرد أو البناء العام.