تعددت مسميات التعددية الصوتية فهناک من يطلق عليها اسم البوليفونية، وهناک من يطلق عليها الحوارية، وکما تعددت مساميتها تعددت أيضاً أنواعها فمنها الحوارية الجدلية، والحوارية الأدبية، والحوارية اللسانية وغيرها.
وقد اختص هذا البحث بدراسة التعددية الصوتية اللسانية أو الحوارية اللسانية التى ترکز على تعدد الأصوات فى بعض الملفوظات واستخلاص وجهات النظر. ولکى تتحقق التعددية الصوتية لابد أن تتوافر أصوات متعددة ومتقابلة يحدث بينها تحاور وتفاعل فتؤدى إلى خلق نص حوارى تفاعلى تتباين فيه الرؤى والمواقف، وانطلاقاً من هذا الأساس جاء اختيار قصيدة ثورة فى الجحيم للزهاوى وقصيدة نکير ومنکر لملک الشعراء بهار کنموذج للتعددية الصوتية فى العربية والفارسية.
ويهدف البحث إلى دراسة التعددية الصوتية بين الزهاوى وبهار من خلال بيان أوجه الشبه والاختلاف بين تعددية کل منهما فى الإيديولوجيات وکذلک فى أنماط الحوار وطبيعة التشکيل اللغوى بينهما من خلال المنهج التقابلى معتمداً على نظرية التعددية الصوتية التى أسسها ديکرو متخذاً من نظرية باختين أساساً له.
وانطلاقاً من هذا المنهج فقد قسم البحث إلى: المقدمة: تتناول التعريف بالموضوع وأهميته والدراسات السابقة والمنهج المتبع فى الدراسة.يليها المبحث الأول: ويتناول الإيديولوجيا وتعددية الأفکار عند الزهاوى وبهار.ثم المبحث الثانى: ويتم فيه دراسة التشکيل الصوتى وأنواع التعددية الصوتية عند الزهاوى وبهار. من خلال دراسة أقوال المتکلم وأقوال الشخصيات والأقوال ثنائية الصوت عندهما، بالإضافة إلى التطرق إلى أنواع التعددية الصوتية عندهما من خلال دراسة الحوار الداخلى والحوار الخارجى. أما المبحث الثالث والأخير: فيتم فيه دراسة صورة اللغة عند الزهاوى وبهار وکيفية انتقاء الألفاظ وتحديد أسلوب الشاعرين من خلال آليات محددة ممثلة فى التهجين والأسلبة والتنويع. وتأتى بعد ذلک خاتمة بأهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة، يليها ثبت بالمصادر والمراجع التى تم الرجوع إليها.