تمثل هذه الدراسة جانباً من جوانب العلاقات الدولية التي شهدتها منقطة الشرق الادني القديم في مطلع القرن الثامن قبل الميلاد، وقد اهتمت الدراسات بالترکيز على دراسة کل مملکة على حدة، وقد اعتمد الباحث في دراسته على کثير من هذه الدراسات التي تناولت العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الاعتماد على ما جاء بالنصوص المسمارية العراقية التي ترکها لنا الملوک الآشوريون، وعلى بعض النصوص الأوراتية لعدم وجود نصوص ميدية تؤرخ لهذه الفترة. وتُعد المملکة الميدية ومملکة أورارتو  من أهم الممالک التي لعبت دوراً کبيراً على مسرح الأحداث التاريخية في مطلع القرن الثامن قبل الميلاد، فقد استطاعوا أن يحققوا إنجازاً عسکرياً وسياسياً وحضارياً في کافة المجالات. وتم تقسيم الدراسة إلى ثلاث نقاط تناولت الأولى:- نشأة کل من المملکة الميدية والمملکة الاورارتية وأصلهما. واهتمت الثانية:- بدراسة الأحوال السياسية في المنطقة في مطلع القرن الثامن قبل الميلاد والممالک الموجود فيها، واقتصرت الثالثة على :-  طبيعة العلاقات الميدية الأوراتية بما فيها من تحالف مصلحي عقد بين المملکتين لمواجهة الإمبراطورية، وارتباطهما بمصالح مشترکة کان له أثر قوي في نشؤ علاقات وصلات حضارية بينهما، وقد أدى ذلک إلى عقد تحالفات واتحادات سياسية بينهما للوقوف أمام الهجمات الأشورية المتکررة على بلادهم ومناطقهم، لذلک جاءت معظم الحملات الأشورية إلى المنطقة للتصدي وردع الميديين والأورارتين معاً.